الفورمولا وصورة البحرين

الفورمولا وصورة البحرين

الصورة الذهنية لدولة معينة في عقول شعوب العالم تصنعها أشياء عديدة، وقد يكون شعب هذه الدولة غير واع لهذا الشيء الذي رسم صورة بلده بشكل معين في الخارج، فهذه الدولة تشتهر لأنها بارعة في صناعة معينة، وتلك الدولة معروفة بأنها متفوقة عسكريا أو اقتصاديا أو رياضيا أو سياحيا.
ورأينا كيف صنعت الصورة الذهنية لدولة البرازيل في أذهان شعوب العالم، فقد تكونت هذه الصورة بسبب التفوق الرياضي وبسبب براعة لاعبي البرازيل وتقديمهم لكرة قدم ممتعة لمن يشاهدها، وتم بناء هذه الصورة الرائعة عن البرازيل منذ وقت طويل عندما كانت البرازيل دولة فقيرة اقتصاديا وليس بعد أن أصبحت اقتصادا مهما ومؤثرا.
الأسباب التي تصنع الصورة الطيبة للدولة متعددة إذا ونتيجتها تنعكس إيجابيا على الاقتصاد والسياحة وعلى مكانة هذه الدولة لدى بقية الشعوب.
ونحن نزعم بلا تردد أن سباق الفورمولا 1 كان ولا يزال من أسباب شهرة البحرين ورسم صورة طيبة لها في أنحاء العالم، فقد ارتبطت هذه الفعالية الرياضية المهمة منذ سنوات طويلة باسم البحرين، وربما لو أجرينا استطلاعا لمن زار البحرين أو أقام فيها لفترة عن أكثر ما يتذكرون عن البحرين، لقالوا لنا “الفورمولا 1”.
وقد كان الإعلان عن إقامتها هذا العام نذير خير ودليلا دامغا للعالم كله بأن البحرين تجاوزت محنتها وانتصرت على المؤامرة التي أرادت تدمير استقرارها وإدخالها في دوامة عنف.
ولذلك فالساعون إلى إلغاء سباق الفورمولا 1 هم أعداء البحرين الذين يسوؤهم أن تظهر البحرين هادئة ومستقرة أمام العالم، ويريدون توجيه الضربات المدمرة للاقتصاد البحريني، اعتقادا منهم أن هذا سيحقق لهم ما يسعون إليه من مطالب طائفية، رغم أنهم مجرد أدوات لمخطط جهنمي يستهدف البحرين بكل ما فيها ومن فيها.
اللافتات التي رفعت والشعارات التي أطلقت تظهر عدم الولاء وتبين أن الهدف هو البحرين وليس الحكومة البحرينية.
سباق الفورمولا له أهمية اقتصادية كبيرة لأنه يرتبط بتنشيط السياحة التي تشكل مصدرا مهماً من مصادر الدخل في البلاد والتي تعود بالخير على المواطن العادي وتعين الدولة على مواصلة خطط التنمية، فلماذا يتم تصفية الحسابات على حساب الوطن وعلى حساب المواطن البحريني الذي هو الخاسر الأكبر؟
كيف يقارنوا أنفسهم بالشعوب العربية التي قامت بثورات ضد حكامها؟ ألم يروا كيف كانت هذه الشعوب -وهي في أخطر لحظات الصراع مع أنظمتها- محافظة على ممتلكاتها وكيف تصدى المتظاهرون لكل من حاول المساس بالممتلكات أو تخريب المنشآت وتخريب اقتصاد البلاد؟
لا يمكن أن نقارن أنفسنا بهذه الشعوب الواعية التي تعرف أنها هي التي يمكن أن تدفع الثمن إذا ما سعت إلى تخريب اقتصادها.