ها هو المحظور قد وقع وقامت الدولة الصهيونية بمهاجمة الأراضي السورية وهو أمر كان متوقعا في ظل الحالة السيئة التي تعيش فيها سوريا وشعبها، فإسرائيل دائما تصطاد في الماء العكر وتخترع الذرائع والأكاذيب لكل أعمالها العدائية.
هي إسرائيل بوجهها القبيح الذي يعرفه الجميع وليس هناك جديد في سلوكها تجاه العرب ولا أحد يقبل بهجوم إسرائيل على دولة عربية مهما كان فساد ودموية النظام الذي يحكم هذه الدولة.
جميع الدول العربية أدانت هذا الهجوم كما أدانته تركيا التي تأتي في طليعة الدول الرافضة لممارسات نظام الأسد في سوريا.
ولكن يبقى السؤال الأهم حول رد فعل إيران وحزبها اللبناني على هذا الهجوم، فماذا فعلت إيران وماذا فعل حزب الله تجاه هذا الهجوم؟ وما هو الانتقام الذي ستنفذه إيران، مباشرة، أو عن طريق حزبها اللبناني ضد هذا الهجوم؟.
كل ما عرفناه من بطولات حتى الآن في الرد على العدو الصهيوني هو تصريحات للأمين العام للحزب الإيراني اللبناني يقول فيها إن سوريا سترد على هذا العدوان ردا استراتيجيا كبيرا وذلك بتزويد حزبه بسلاح نوعي لم يحصل عليه حتى الآن، وبفتح الجولان أمام المقاومين من أجل تحريرها من الاحتلال الصهيوني بعد ما يقرب من نصف قرن من الاحتلال.
ولا ندري أي سلاح نوعي هذا الذي سيقوم الأسد بتزويد حزب الله اللبناني به؟ وما هي إمكانيات هذا السلاح؟ وما الذي سيفعله الحزب به؟.
وإذا كان هذا السلاح النوعي قادرا على ردع إسرائيل فلماذا تأخر الأسد في منحه لصناديد حزب الله لكي يحرروا له أرضه المدنسة منذ وقت طويل؟. وإذا كان المقاتلون الذين تحدث عنهم حسن نصر الله أمين عام الحزب لديهم القدرة على تحرير الأرض السورية المحتلة فلماذا لم يسمح لهم الرئيس السوري بذلك منذ سنوات طويلة؟.
ما نراه ونعتقده حتى الآن هو أن تصريحات نصر الله تصريحات جوفاء لن يتم تنفيذ حرف واحد منها وأن الجولان لن تتحرر بأيدي جنوده لا الآن ولا غدا، والشيء الوحيد الثابت حتى الآن أن حزب نصر الله ليس لديه وقت لا لضرب إسرائيل ولا لتحرير الجولان، لأنه هو وإيران لديهم مهمة أخرى لم تكتمل، وهي مهمة بالنسبة لهم أكثر أهمية وقداسة من تحرير الجولان.
فرد الفعل الوحيد الموجود على الأرض منذ اللحظة الأولى للعدوان الصهيوني على سوريا هو تكثيف إيران وحزب الله لضرباتهم الموجعة ضد الشعب السوري المناضل ضد الظلم والطغيان، وكل متابع لنشرات الأخبار يعرف عدد السوريين الذين سقطوا على أيدي جنود حزب الله خلال الأسبوع الماضي عقب وقوع الغارات الإسرائيلية على سوريا.