العنصرية في الغرب

العنصرية في الغرب

بثينه خليفه قاسم

٢٧ يوليو ٢٠٢١

العنصرية في الغرب

خلال الدورة الكروية يورو 2020 التي أقيمت مؤخرا في المملكة المتحدة قرر أحد مقدمي البرامج في قناة جي بي نيوز الجديدة التي حققت نجاحات كبيرة منذ إنشائها مؤخرا، أن يمارس عملية الركوع على الركبتين كإشارة يقوم بها بعض لاعبي كرة القدم وتعني رفض العنصرية أو إعلان من قبل من يمارسها أنه ضد العنصرية.

وكانت هذه الإشارة قد تم تبنيها من قبل لاعب أسود في الولايات المتحدة كنوع من الاحتجاج على العنصرية التي تجلت بشكل فج خلال مقتل الأمريكي جورج فلويد الذي تفجرت بسببه المظاهرات في الولايات المتحدة وفي بريطانيا وغيرهما وأدى إلى نشاط كبير لما يسمى بحركة “حياة السود مهمة “، ومنذ ذلك الحين يقوم بعض اللاعبين باتباع هذا التقليد قبل بدء مباريات كرة القدم التي يشاهدها الملايين في أنحاء العالم. 

وربما تشجع المذيع البريطاني المشار إليه فقام بممارسة هذه الإشارة عندما وجد أن الفريق الكروي البريطاني قام على مدار مبارياته في هذه الدورة بممارستها قبل بدء هذه المباريات. ولكن ماذا كانت النتيجة وما الذي حدث مع هذا المذيع ومع هذه القناة الإخبارية التي ولدت عملاقة لكي تنافس البي بي سي؟

الذي حدث هو أن نسبة مشاهدة هذه القناة قد انخفضت إلى معدلات ضئيلة جدا خلال أوقات الذروة وتحولت الغالبية العظمى من البريطانيين عن هذه القناة وهددوا بعد مشاهدتها خاصة وأنها قناة يمينية أنشأت أصلا لرفض الأفكار اليسارية ورفض الأفكار المناصرة للسود وغيرهم من الأقليات.

وبناءاً عليه تعرضت القناة لهزة كبيرة وأصبح وجود ذلك المذيع نفسه على شاشتها في مهب الريح العنصرية التي رفضت مجرد إشارة تأييد أطلقها ذلك المذيع الذي لم يرتكب شيئا سوى أنه أعلن رفضه للعنصرية وللتمييز.

خلاصة القول إن كل مجتمع له مشكلاته وأمراضه ومن أكثر أمراض الغرب انتشارا وضررا مرض العنصرية واحتقار الغير والاعتداء على غير البيض. 

فما الذي يفعله البرلمان الأوروبي مثلا للتصدي لمثل هذه الممارسات العنصرية؟ أم أن البرلمان الأوروبي خلق فقط لإعطاء دروس في حقوق الانسان للدول العربية والإسلامية؟