13 أكتوبر 2017
العلاقات بين الاخوان وإسرائيل
على مدار سنوات طويلة استمعنا الى شعارات وخطب عن حركة حماس التي تشتق اسمها من ثلاث كلمات هي ( حركة المقاومة الإسلامية)، والتي اكتسبت شرعيتها عند الجماهير المتحمسة من خلال كونها حركة مقاومة خالصة تقدم الشهداء،ولا شأن لها بالتفاوض والانهزامية التي تتهم بها حركة فتح وتتهم بها دول عربية قدمت الكثير للقضية الفلسطينية.
ومنذ عام ٢٠٠٧ انشقت حماس ووضعت سيطرتها على قطاع غزة ودخلت في صراع طويل مع حركة فتح وقامت بتشويه رموزها واتهمتها بالخيانة وبيع القضية،وتبددت الجهود الفلسطينية بسبب هذا التنازع الداخلي،وتبددت الجهود المصرية التي سعت للمصالحة بين الطرفين،بسبب خضوع حماس لإرادة مموليها الساعين لخدمة إسرائيل في المقام الأول وفي مقدمتهم قطر التي مولت حماس بسخاء لضرب وحدة الفلسطينيين وهز استقرار مصر من خلال العمليات الإرهابية التي تم تصديرها لسيناء من خلال الأنفاق الغزاوية.
وظلت حماس على هذا الحال سنوات طويلة ولم تستجب لدعوات المصالحة الا منذ أيام قليلة،حيث تضاءل التمويل القطري أو ربما انقطع تماما بسبب الضغوط التي مارستها الرباعية العربية على قطر لوقف دعمها للارهاب.
لكن الأغرب من ذلك كله،هو ما صرح به الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل أيام لإحدى القنوات الفضائية من أن حماس قامت في السر قبل خمس سنوات بتوقيع اتفاق مع إسرائيل في مكتب الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي،وكان ذلك بحضور وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك هيلاري كلنتون.،وأن الاتفاق لا يزال ساريا بين الطرفين حتى الآن.
ويعتقد أن هذا الاتفاق الذي كشفه عباس قد تزامن مع عبارات المودة والحميمية التي أطلقها الرئيس الإخواني وغازل بها نظيره الإسرائيلي شمعون بيريز،من خلال الخطاب الذي أرسله اليه وخاطبه قائلا” صديقي الحميم شمعون بيريز”،وتمنى خلاله الرغد للشعب الإسرائيلي الحبيب.
الشيء الغريب والهزلي بعد كل هذه التفاصيل أن أبواق الإخوان المسلمين قد انطلقت هذه الأيام بكل بجاحة تندد بجهود المصالحة بين فتح وحماس وتتهم مصر بتوريط حماس في الصلح مع فتح لجرها الى الاستسلام والانهزامية وبيع القضية!