الأحد 02 يونيو 2024
عشرون عاما مرت على تأسيس المنتدى العربي الصيني الذي أنشئ عام 2004 كمنتدى للحوار بين الدول العربية والصين حول العلاقات الاقتصادية والسياسية والمصالح المشتركة بين الجانبين. وقد جاء حضور جلالة الملك المعظم حمد بن عيسى آل خليفة لهذا المنتدى الذي حضره قادة مصر والإمارات وتونس ليؤكد أهمية هذا الحوار العربي الصيني وأهمية تقوية العلاقات مع الصين في كل المجالات.
فالدول العربية بحاجة إلى توطيد علاقاتها مع الصين، لا نقول بحاجة للاتجاه إلى الشرق أو الغرب، لكن نقول بحاجة إلى توازن علاقاتها مع الشرق والغرب في هذه المرحلة المضطربة والتغيرات التي يشهدها العالم. والصين دولة تتميز في علاقاتها الخارجية باحترام الشؤون الداخلية للدول وتحقيق المصالح المشتركة ولا تتعامل بغطرسة ولا تمارس الهيمنة والتهور في تعاملها مع الغير، وليس من السهل كما يبدو لنا أن تقوم الصين ببدء الحرب مع أي طرف، فهناك حقيقة مهمة عن الصين يعرفها العالم وهي أنها تؤمن بهذه المقولة وتتبعها: “لا تظهر قوتك الكاملة للآخرين، لكن ركز على بناء ذاتك”.. ويا لها من حكمة، فالصين تملك قوة اقتصادية وعسكرية وبشرية هائلة، لكن ليس معنى ذلك أن تدخل في حرب ليست مضطرة للدخول فيها، فقد ينتج عن الدخول في تلك الحرب تدمير اقتصادها أو على الأقل وقف قطار تقدمها السريع. صحيح أن العلاقات الدولية لا تقوم على أي شيء سوى المصلحة، لكن لا شك أن دولة بهذا الوصف جديرة بإقامة علاقات متميزة معها لإعادة التوازن المفقود في هذا العالم وتحقيق المصلحة للقضايا العربية عموما والقضية الفلسطينية خصوصا، لأن من أهم أسباب بقاء القضية الفلسطينية بدون حل عادل لهذا الزمن الطويل الانحياز الذي تمارسه القوى الدولية لصالح المحتل. ونتمنى أن يكون المنتدى العربي الصيني العاشر بداية جديدة لعلاقات أوسع وأوثق مع دولة الصين.