يدرك المؤتمرون في قمة مجلس التعاون الخليجي أنهم أمام لحظة تاريخية غاية في الخطورة والأهمية، وأن التاريخ حتما سيتوقف عند هذه القمة بالذات فيما سيرويه عن حال الأمة العربية في هذه اللحظة؟ القمة الخليجية السابعة والثلاثون تأتي في لحظة لا مثيل لها عبر التاريخ القريب والبعيد للعرب، وهي أيضا القمة الوحيدة التي ينتظرها ويهتم بها القريب والبعيد وتنتظرها أسئلة لا حصر لها حول مستقبل دول الخليج العربي، وأول هذه الأسئلة: هل يستطيع الخليجيون – بصفتهم أنهم لا يزالون بدرجة كبيرة يمسكون بزمام أمورهم وقرارهم – أن يصنعوا نقطة انطلاق جديدة لأنفسهم وبقية الأمة التي تشتعل النار في مواضع كثيرة منها والتي يكافح قلبها من اجل البقاء على قيد الحياة؟
هل الخليجيون قادرون على التعامل مع المتغيرات الجديدة التي طرأت على العالم، والتي لم تكن في حسبانهم من قبل؟ وبأية قدرة أو أية استراتيجية يمكن أن يتعاملوا مع هذه المتغيرات؟ هل يستطيع الخليجيون أن يجعلوا إيران تعيد حساباتها أو على الأقل توقف أو تهذب سياساتها العدوانية تجاه جيرانها؟ هل العرب قادرون على التعامل مع الظروف الجديدة التي يصنعها وصول دونالد ترامب للحكم في الولايات المتحدة؟
إن قدرة العرب هذه المرة بالذات على تحويل أقوالهم الى أفعال وإدراك القريب والبعيد مدى جديتهم في توحيد قرارهم يمكن أن تحدد مسارات كثيرة في ما يتعلق بمستقبل هذه المنطقة ومستقبل العرب أجمعين، فهل يتحد الخليجيون بكل ما تعنيه كلمة اتحاد وبكل ما تحتمه خطورة اللحظة الحالية؟
الاتحاد الخليجي ثم الاتحاد الخليجي ثم الاتحاد الخليجي لا بديل عنه إن أردنا أن نبقى في المشهد أو أن نكون شيئا آخر غير كوننا ساحة ووقودا للصراع الحالي والقادم؟ لن نقول لكم كيف تفعلون ذلك… فقط نقول لكم اتحدوا إن أردتم البقاء على الخريطة.