بثينه خليفه قاسم
١٥ مارس 2022
الصواريخ الإيرانية لم تستهدف إسرائيل
قيام إيران بإطلاق صواريخ على أهداف وهمية في أربيل العراقية يذكرنا بالفرقعة الكاذبة التي قامت بها عقب مقتل قائد الحرس الثوري السابق قاسم سليماني الذي قتلته الولايات المتحدة.
لم تختلف الحالة كثيرا من حيث الهدف ومن حيث الحسابات الإيرانية لرد الفعل المتوقع من الطرف الآخر ومن حيث السعي إلى ارضاء الرأي العام الداخلي لديها بعملية لا تكلفها كثيرا ولا تجلب عليها رد فعل لا قبل لها به.
الحرس الثوري الإيراني يزعم أنه أطلق الصواريخ على مركز استراتيجي اسرائيلي في أربيل ردا على قتل إسرائيل لضباط إيرانيين في سوريا قبل أيام، وهذا كلام لا يقنع دجاجة. فإيران لا تجرأ على القاء حجر على أي هدف إسرائيلي لأنها تخشى ردة الفعل المهينة التي يمكن أن تزيد الطين بلة وتعمق الاحساس بالعجز.
إيران اختارت ارضاء الرأي العام الداخلي بضرب هدف وهمي في موقع لن يقوم بأي رد فعل وفي نفس الوقت كذبت على شعبها بأنها ضربت أهدافا إسرائيلية ب ١٢ صاروخا.
والسؤال هنا لماذا لم تقم إيران بضرب أهداف إسرائيلية واضحة ومباشرة داخل إسرائيل نفسها، خاصة وانها تملك ذلك عن طريق عميلها في لبنان حسن نصر الله الذي لو ألقى حجرا سيسقط هذا الحجر في إسرائيل.
حسن نصر الله وميليشياته وصواريخه الإيرانية قد زرع هناك لخدمة إيران دون غيرها فلماذا لم تعطيه إيران الأوامر ليضرب إسرائيل بأي حجر، اذا كانت فعلا تريد أن تفعل ذلك ؟
الحقيقة الوحيدة المؤلمة أن إيران لا تجرأ على إطلاق رصاصة الا على الأراضي العربية.
إيران ارتكبت جريمتين على الأراضي العربية خلال ٢٤ ساعة، فقد قامت بإطلاق صواريخ على الأراضي العراقية وانتهكت سيادة دولة مستقلة وقامت بتهريب الصواريخ لجماعة الحوثي التابعة لها في اليمن التي كشفتها سلطات الجمارك اليمنية في نفس التوقيت الذي سقطت فيه الصواريخ على أربيل.