الصلاة الموحدة التي أداها أبناء البحرين الجمعة الماضية في مسجد واحد هي شيء يدعو إلى التفاؤل ويعطينا الأمل بأن الشعب البحريني لن تهزمه الطائفية ولن تمحوه من الوجود، وأن البحرين لن تتلاشى أبدا ولن تحل محلها عصابات متقاتلة كما حدث لدى غيرها من الدول.
إن من نعم الله على البحرين وأهلها أنها شاهدت تجارب من سبقوها ووعتها وعرفت أسبابها ونتائجها وعرفت أبعاد اللعبة التي تراد للأمة كلها، وبالتالي فالأمل موجود في أبناء البحرين في أن يرفضوا هذه الحرب التي تستخدمهم وتستهدفهم جميعا، فهم هدفها وهم وقودها في نفس الوقت!
الصلاة الموحدة فكرة وكل شيء كبير في هذا العالم يبدأ بفكرة، فلنطور فكرتنا ولنقل لا للطائفية ولنقل لمن يريدون ذبح البحرين إننا لن نستغفل بعد اليوم.
إنني أقبل الأرض من تحت أقدام كل رجل شيعي وسني لبى الدعوة وذهب إلى المسجد ليقف بجوار أخيه ويعلن للعالم كله أننا جسد واحد وأننا سوف ننتصر على الطائفية وأن شعب البحرين هو الذي سيعيد العفريت الذي أطلقوه إلى الزجاجة مرة أخرى.
أجلوا كل شيء يا أبناء البحرين، وانسوا كل شيء الآن ما عدا البحرين، فنحن في حرب وجود شأننا شأن كل الدول العربية المحيطة بنا، نحن في حرب تشعلها وتقويها وتبقيها الطائفية، فالرصاص من الداخل والقاتل والقتيل من الداخل.
إنني أدعو كل مواطن بحريني أن يضع أمامه على الطاولة خريطة العالم العربي ويتأمل وينقل نظره من دولة إلى أخرى ويسأل نفسه، ما الذي يحدث هنا؟ وما الذي يحدث هناك؟ ومن يقتل من على هذه البقعة ومن يقتل من على بقية البقع؟ ومن الخاسر هنا؟ ومن الخاسر هناك؟ وما النتيجة المتوقعة لما يجري عند أولئك وما يجري عند هؤلاء؟
ساعتها سيجد الإنسان أن كل الذي يجري في هذا الموضع هو صورة مكررة تقريبا مما يجري في غيره من المواضع، وأن آلية واحدة تستخدم في تسخين وإشعال الأجزاء التي لم تشتعل بعد، وهي قيام مجموعة مأجورة مجرمة بتفجير مسجد شيعي مرة وتفجير مسجد سني مرة أخرى حتى يشتعل الحريق وتحترق القلوب ويصمم الجميع على قتل الجميع أو بالأحرى على قتل الوطن!
ليس أمامنا – لكي ننجو – سوى أن نسد هذه الثقوب التي ينفذ منها هؤلاء المجرمون، ولا وقت أمامنا لتبادل الاتهامات أو تحميل المسؤوليات لبعضنا فنحن في أخطر لحظة تمر بها أمة من الأمم، نحن جميعا نستغفل من قبل أعدائنا، فنحن السلاح ونحن الوقود ونحن الضحايا لتلك الحرب!
فلنصلي معا ولنقف كتفا بكتف ولنصرخ جميعا رافضين الطائفية ورافضين ذبح الوطن.