لا أحد يوافق على إهانة أي مواطن أو توقيع أي عقاب عليه إلا من خلال القضاء، والحمد لله لدينا قضاء نزيه يعطي لكل ذي حق حقه، ولم يثبت أن تجاهل القضاء البحريني أية قضية مهما كانت أطراف هذه القضية. ورغم أننا – كغيرنا – لا نعرف ملابسات ما جرى في مشكلة المواطن الذي قيل ونشر أنه تم صفعه من قبل أحد رجال الأمن البحرينيين، إلا أننا لا نوافق أن يقوم أي فرد من أفراد الشرطة بصفع أي مواطن، حتى وإن قام هذا المواطن بالتطاول عليه أو سبه، لأن القانون يطبق على الجميع. نقول كل هذا رغم أن أحدا لم ير ولم يسمع رواية الشرطي الذي تم التشهير به، إن كان هذا الشرطي موجودا على أرض الواقع، وقد يكون المواطن هو الذي بادر الشرطي بالصفع، فكل شيء وارد، خاصة أن الدليل الذي استندت إليه الحملة الاعلامية التشويهية هي صورة تم تداولها على الانترنت، والصورة وحدها ليست تعبيرا أو وصفا كافيا لما جرى، فهي لقطة لها ما قبلها ولها ما بعدها من لقطات لم يتم تصويرها. وعلى كل حال نحن وغيرنا – ممن كتبوا بالحق أو بالباطل وممن عبروا بإخلاص أو بتحامل وممن اعتبروها فرصة عظيمة للتأصيل والبحث العميق في تاريخ الصفعات التي غيرت التاريخ وعدد المصفوعين والمصفوعات- نحن جميعا لسنا قضاة لكي نقرر الحقيقة المجردة في هذا الموضوع.ولكن الشيء الذي يدعو للنقد أكثر من الصفعة ذاتها هو الحيز الاعلامي الواسع الذي أخذته هذه الصفعة، مع احترامنا للمواطن الذي تعرض لذلك الشيء،فما كتب من تقارير وأعمدة يبين أن الغرض ليس الدفاع عن المواطن من منظور حقوقي بحت،ولكن الغرض الواضح هو اتخاذ هذه الحادثة كمناسبة جديدة للطم والتشهير وتصفية الحسابات مع الشرطة ومع الدولة البحرينية.إذا كان الشرطي قد أخطأ بالفعل وصفع المواطن، فهذا تصرف شخصي يلام عليه الشرطي، كشخص، ويعاقب عليه، كشخص، ولكن لا تعاقب بسببه مؤسسة كاملة أو دولة كاملة. عن طريق التشهير اليومي الذي يضر أكثر مما ينفع، لأنه بمثابة تحريض مستمر ودعوة للشباب لممارسة العنف ضد أجهزة الدولة من قبل أن تتضح الحقيقة الكاملة. لا نلوم على من نشر الخبر ولا على من علق عليه في الحدود المعقولة،ولكننا نرفض تحويل الصفعة إلى ملحمة، أو إلى كربلاء جديدة ،أو جعلها مادة ثابتة في الصحف منذ وقوعها أو منذ ظهور صورة لها على الانترنت،ضمن حملة تكفي لصرف الأنظار عن الفتنة الطائفية التي انطلقت في العراق وبوادر تقسيم سورية إلى دولة علوية وأخرى سنية. إننا نخشى أن يتم تحويل الصفعة إلى مناسبة سنوية يتم إحياؤها، كيوم القدس أو يوم الأرض، تنطلق خلالها المظاهرات وتستعد لها أجهزة الأمن بوقف جميع الإجازات حتى تمر على خير.