الصراع في دول الإسلام… سياسي لا مذهبي

الصراع في دول الإسلام… سياسي لا مذهبي

“الصراع في دول الإسلام سياسي لا مذهبي، والإساءة للصحابة وأم المؤمنين من المحرمات، والمتطاولون سفهاء، والآمال معلقة على الأزهر لمواجهة الإرهاب.
نحن على خلاف مع السياسة الإيرانية منذ ثمانينات القرن الماضي، الطائفة والمذهب هما أوسع من أن يختزلهما حزب أو دولة كحزب الله وإيران”.
هذه الجمل هي العناوين الرئيسة لحديث المرجع الشيعي اللبناني علي الأمين لجريدة اليوم السابع، ذلك الحديث الذي يبين الفرق بين الرجال الذين يتحملون مسؤوليتهم تجاه دينهم وتجاه أمتهم، وبين الذين يتخذون الدين أو المذهب وسيلة لتحقيق أهداف خاصة، أو الذين يستخدمون كأدوات لدول أخرى لها أطماع في المنطقة.
هذا الرجل يعرف أن الطائفية هي الوصفة السحرية التي تستخدم من أجل هدم الأمة والقضاء عليها، ولذلك قال كلمته لوجه الله ومصلحة الأمة وأبرأ ذمته مما يجري من خراب وتخريب.
عندما سئل الرجل عن رأيه فيما يقوم به الحشد الشعبي فى العراق، قال إنه يرفض قيام أحزاب مسلحة داخل الدولة، وبناء على هذه القناعة رفض قيام الحشد الشعبي وغيره في العراق تحت عناوين مواجهة الإرهاب، لأن الدولة بقواها هي المسؤولة وحدها عن مواجهة الخارجين على القانون والمعتدين على سيادتها، وقال إنه رفض فتوى المرجعية الدينية في العراق بتشكيل الحشد الشعبي لأن دخول الفتاوى على ساحة الصراع يضعف الدولة ويسقط على الصراع العناوين الطائفية، وهذا ما يضرّ الوحدة الوطنية ويؤجج الفتن المذهبية التي تتجاوز العراق إلى الأمة بأسرها.
وجاءت هذه التصريحات المسؤولة خلال وجود الأمين في العاصمة الاندونسية جاكرتا بصحبة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، والذي كان هو أيضا كعادته حكيما في تصريحاته، بعيدا عن التطرف وعن كل ما يثير الفتنة ويشق الصفوف.
لقد فرق الدكتور الطيب بين التشيع السياسي وبين المذهب الشيعي، وهو أمر في غاية الأهمية في ظل الفتنة التي تعيشها الأمة، بل هو امتداد للدور المعتدل الوسطي الذي يقوم به الأزهر الشريف في الدفاع عن قضايا الاسلام والمسلمين على مر السنين.
هؤلاء هم الرجال الذين يجب أن تسير خلفهم الأمة، لأن كلامهم يحاصر التطرف ويحاصر الارهاب على الجانبين ويكشف الذين يطعنون هذه الأمة باسم الدين والمذهب.