عندما علمت باستشهاد شرطي بحريني آخر بأيدي الغدر والخيانة،اضطربت نفسي وغلى الدم في عروقي،ومشيت في غرفتي يمينا ويسارا أريد أن أفعل شيء أنفس به عن الغليان الذي أشعر به،ولم أجد أمامي سوى قلمي،فهو سلاحي الوحيد.
لا شيء يقال في هذه المناسبة سوى أن دم هذا الشرطي الذي سقط في سبيل الواجب فداءا لهذا الوطن،أطهر من دماء أعداء الله والوطن الذين باعوا أنفسهم للشيطان وسعوا في خراب الأرض.
لا شيء نقوله لأم هذا البطل البحريني الذي راح ضحية الغدر والخيانة على أيدي الطابور الخامس البحريني،سوى أنها أرقى وأعظم من كل أمهاتهم اللواتي أنجبن الخيانة والعار،لأنها أم شهيد قدم روحه فداء للوطن،وهي أعظم تضحية يقدمها إنسان في حياته.
أما الذين لا يعرفون معنى الوطن ومكانته وحقوقه، فهم الخونة المأجورين الذين يلعقون أحذية الكارهين لهذا الوطن الساعين في خرابه.
المجد والفخر لكي يا ام الشهيد،فجففي دموعك وارفعي راسك في السماء،والعار والخزي لأمهات النذالة اللواتي أنجبن القتلة الأوغاد.
لو كان الأمر بيدي يا أم الشهيد لذهبت إلى الأوغاد الذين أعرفهم وفقأت أعينهم وقطعت ألسنتهم بيدي،ولكن لا حول ولا قوة إلا بالله،فليس لي سوى قلمي.
البحرين لن تركع للخونة المأجورين،مهما كان حجم الألم،ومهما سقط من رجال على طريق الشرف والفخر،طريق حماية الوطن من أعدائه ومن يستأجرونهم من معدومي الوطنية والإنسانية.
أيها الشهيد العظيم، يا من أصبحت أكرم منا جميعا لأنك قدمت أغلى ما تملك فداءا للوطن،إني أعرف الذين غدروا بك معرفة جيدة،وأعرف ان اليد التي ألقت القنبلة،ليست وحدها اليد الحقيرة التي قتلتك،ولكن هناك قبلها أيد وألسنة أشد ظلما وحقارة،ألسنة لا ترعى لله حرمة ولا تحمل للوطن أي ولاء.
أين دين هذا الذي يحل قتل شرطي يؤدي واجبه في هذه الأيام العشر التي أقسم بها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز؟أي أناس هؤلاء الذين حرضوا السفاحين المأجورين لكي يطعنوه ويطعنوا الوطن ويبكون أولاده ونحن على أعتاب عيد الأضحى.
كيف بالله تنامون يا من ذبحتم الرجل بألسنتكم قبل أن يذبحه عملاؤكم بقنبلة الخسة والعار؟كيف تنظرون في وجوه أطفالكم يوم العيد،بعد أن حرمتم أطفاله منه في هذا اليوم؟
يا أصحاب التشريع…يا أعضاء البرلمان..يا من تملكون سلطة التشريع في هذا البلد الآمن الذي يوشك الحمام أن يطير مغادرا أرضه،أنتم مسئولون أمام الله عن دماء رجال سقطوا من قبل ،ومسئولين عن دم هذا الشهيد الذي أوجع قلوبنا رحيله،ما لم تصنعوا القوانين التي تردع السوس الذي ينخر في جسد الوطن.
لا بد من قوانين تحمي رجال الشرطة وتطلق أيديهم في حماية أنفسهم من أيدي الغدر التي زادت وتجرأت،ولابد من قوانين تقطع ألسنة من يعيثون في الأرض فسادا ويصنعون بالكلمة إرهابيين وخونة.
وقطع الله كل لسان أو يد تمتد لقتل السلام في هذا البلد.