بدأ سباق الانتخابات الرئاسية في مصر، وهو السباق الذي يعني الأمة كلها ولا يعني المصريين وحدهم، لأن مرور مصر بنجاح من هذه المرحلة الصعبة معناه ان الأمة سوف تتخلص من خطر كبير وتستعيد عافيتها من جديد، والعكس لا قدر الله معناه أن كل شيء سيكون في مهب الريح.
السباق الرئاسي المصري أصبح منحصرا بين المشير عبدالفتاح السيسي الرجل الذي فاقت شهرته الآفاق بعد أن قاد البلاد نحو التخلص من حكم الإخوان المسلمين استجابة لمطالب الشعب المصري، وبين حمدين صباحي المنتمي إلى الفكر الناصري المنادي بنصرة الفقراء والعدالة الاجتماعية.
وعلى الرغم من أن حمدين صباحي رجل وطني محب لبلاده وسياسي بارع ومحترم، وكان له باع طويل في التحضير للثورة ضد نظام حسني مبارك والنزول إلى الشارع قبل غيره من الناس، بما فيهم الإخوان الذي حصدوا ثمار الثورة رغم أنهم ركبوها في محطتها الأخيرة عندما تأكدوا أنها ستنجح، إلا أن عبدالفتاح السيسي أصبح ضرورة في القوت الحالي، ليس فقط لأنه الرجل الذي سكن قلوب المصريين والعرب بوطنيته ونبل أخلاقه وحبه لوطنه ومواجهته للخطر بقلب جسور ورفضه لكل الضغوط والتهديدات الداخلية والخارجية، وإعلائه لشأن مصر والمصريين ومواجهته للمؤامرة بجسارة القائد العظيم، ولكن لأن الظروف الحالية تحتم أن يأتي الرئيس من قلب الجيش المصري، خصوصا أن الجيش كان المؤسسة الوحيدة التي قادت سفينة مصر والأمة نحو النجاة ولم تكن قابلة للاختراق أو الانشقاق.
ليس معنى هذا الكلام ان الرئاسة يجب أن تعطى لأحد أبناء الجيش السابقين كمكافأة له ولكن لأن الظروف تقتضي ان يكون الرئيس القادم من نفس قماشة الجيش، خصوصا إذا كان هذا الرجل يتمتع بشعبية كبيرة واحترام من أبناء شعبه.
وليس معناه أيضا أن الجيش يمكن أن ينقلب على أي رجل من غير أبنائه يأتي إلى الحكم، فالجيش المصري جيش وطني ولا تحركه سوى المصلحة الوطنية وإرادة الشعب المصري، ولكن مصر بالذات في هذه المرحلة تحتاج إلى رجل قوي يستطيع أن يضبط إيقاع كل التناقضات الموجودة حاليا على الساحة الداخلية المصرية ويستعيد الأمن والنظام فيها بعد سنوات من الانفلات.
وهناك سبب آخر مهم وهو أن هناك اتجاها ملموسا لتأييد المشير السيسي من قبل الكثير من الدول الشقيقة،لأن الرئاسة المصرية كما ذكرنا لا تعني المصريين وحدهم ولكن تعني كل العرب.
السيسي هو الأقرب حسب كل التكهنات، وعلى الدول الغربية، خصوصا الولايات المتحدة أن تغير مواقفها تجاه مصر وتجاه السيسي، لأن الإخوان المسلمين لن يعودوا إلى الحكم، والدول العربية ذات الثقل وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية لن تسمح بسقوط مصر.