التصريحات التي نشرت في الصحف البحرينية على لسان السفير البريطاني في البحرين” إيان لينزي” تدعو للتفاؤل والراحة بعد وقت طويل من سوء الفهم والظلم الذي وقع على البحرين وسبب ضيقا وارتباكا للمسؤولين البحرينيين وأثر إلى حد بعيد على تحركات القوى المعارضة المدعومة من الخارج وجعلها تزداد تمردا واستعلاء.
لقد تناول السفير البريطاني أكثر من نقطة هامة وجوهرية في حديثه، وأشار إلى أن الحوار هو الحل الوحيد لإنهاء حالة الجمود السياسي القائمة منذ عامين… ووصف الذين ينفذون التفجيرات على أرض البحرين بأنهم إرهابيون لا محالة، فالإرهاب هو قتل الأبرياء ولا يمكن أن يكون هناك أي مبرر لقتل الأبرياء، ودعا الجميع في البحرين إلى إدانة العنف والتعبير بشكل واضح أن الإرهاب لا مكان له في البلاد.
ولكن أهم ما فعله السيد “لينزي” في حديثه هو أنه رفع الغطاء الذي طالما تدثر به عملاء إيران في المملكة، ووصفهم وصفا صحيحا عندما قال أنهم مدعومون من إيران وبين أن التدخل الإيراني في شؤون البحرين حقيقة واقعة.
هذا الكلام ليس جديدا بالطبع على من يقرأه من أهل البحرين أو المعنيين بالشأن البحريني بدرجة أو بأخرى، فالتدخل الإيراني في الشأن البحريني والسوري واللبناني واليمني وغيره أمر موثق ومعروف ولا يحتاج إلى دليل، ولكن الجديد هو أن نقرأه على لسان سفير دولة بحجم بريطانيا.
لقد استفاد وكلاء إيران في البحرين لوقت طويل من المواقف غير الواضحة، بل والظالمة لبعض الدول الكبرى ومن مواقف أجهزة إعلام غربية تعاملت مع الوضع في البحرين على أنه جزء مما يسمى بالربيع العربي وتعاملت مع الحركة الطائفية البحرينية على أنها تمثل المعارضة الوطنية البحرينية، ولم يكن هذا صحيحا على الإطلاق.
لقد قالها السفير البريطاني بعد طول انتظار، قال إن البحرين لو تركت وشأنها لاستقرت أمورها، ولكن البحرين لا تترك وشأنها، فالدعم الإيراني لجمعية الوفاق التي هي النسخة البحرينية من حزب الله اللبناني مسألة لا تقبل الشك، واستخدام إيران للمسألة البحرينية وغيرها من القضايا العربية في صراعها مع الغرب أمر واضح للجميع.
وهناك نقاط أخرى جيدة في حديث ذلك الرجل تجعلنا نتفاءل فيما يتعلق بالموقف الدولي بشكل عام والبريطاني بشكل خاص حول ما يجري في البحرين، ومن أهم هذه النقاط ما ذكره حول موقف منظمة هيومان رايتس ووتش من الوضع في البحرين وتقاريرها المليئة بالغطرسة وبمخالفة الواقع، حيث قال بالحرف الواحد “نحن لا نتفق مع الاستنتاجات التي خلصت إليها هيومان رايتس ووتش. ونعتقد أن تقريرها لا يعكس بدقة ما حدث وما يحدث هنا، وأنا أجد ملاحظات المنظمة بشأن الحوار غير مفيدة”.
فشكرا للسفير البريطاني على شهادته ووصفه للواقع البحريني بحيادية هي أكثر ما تحتاجه البحرين من كل المراقبين، خاصة المنتمين إلى دول وجهات ذات تأثير ومكانة.