هل من اللائق في الأعراف الدبلوماسية أن تقوم سفارة بفتح أبوابها أمام أناس متهمون بالخروج على القانون في بلدهم ،وتتناقش معهم في شأن داخلي يخص البلد الذي تعمل على أرضه؟
لا يمكن لأي سفارة أن تفعل ذلك سوى السفارة الأمريكية في البحرين،ولا يمكن لأي سفير أن يفعل ذلك سوى السفير الأمريكي الحالي في البحرين،لأن هذا الرجل يتصرف بنوع من التجاهل والاستهتار بمشاعر الشعب البحريني.
لقاء السفير الأمريكي بمندوبين عن جمعية الوفاق الإيرانية عقب قيام الأخيرة بالاستخفاف بالقانون البحريني والتظاهر بدون ترخيص هو شيء مستفز لأبعد الحدود.
جمعية الوفاق من خلال هذا اللقاء تريد أن تبعث برسالة ضمنية لمن يهمه الأمر أنها لا تخشى القانون ولا تضع اعتبارا للدولة البحرينية،وتريد أن تقول أنها ليست فقط مؤيدة ومدعومة من إيران،ولكنها محمية أيضا بأقوى دولة في العالم وهي الولايات المتحدة الأمريكية.
موتوا بغيظكم أيها الكتاب البحرينيون المطالبين بتطبيق القانون على جمعية الوفاق،فالوفاق فوق القانون ولن يمسها أي عقاب،لأن السيد الإيراني يعطيها المال والتدريب على حمل السلاح وعلى حرب الشوارع ،والسيد الأمريكي يعطيها الحماية ويشجعها على الاستهتار بالقانون البحريني.
لا معنى لهذا اللقاء في هذا التوقيت سوى تحدي مشاعر الناس وتحدي القانون،فما علاقة السفير الأمريكي بتطبيق القانون على مواطنين ارتكبوا أفعالا يعاقب عليها القانون؟
هل يمكن أن تسمح الولايات لأي سفير من سفراء الدول العربية أو الإسلامية باستقبال مندوبين عن متظاهري “وول ستريت” في مكتبه وتقديم دعم مادي لهم لكي يواصلوا احتجاجاتهم ضد دولتهم التي يعيشون على أرضها؟
ما هي مهمة السفير الأمريكي في البحرين لكي يعطي تطمينات لجمعية خارجة على القانون ويقول لمندوبيها أن حل جمعيتكم مستبعد؟على أي أساس يكون هذا الاستبعاد؟هل السفير الأمريكي درس القضية التي لم تبدأ بعد مع رجال القانون البحرينيين وعرف أنه من المستبعد حل الجمعية؟ام أن غطرسة السفير الأمريكي الذي يدس أنفه فيما لا يعنيه هي التي دفعته ليقول هذا الكلام لمريديه من أهل الوفاق.؟
قد تكون جمعية الوفاق هي التي طلبت مقابلة السفير الأمريكي للاحتماء به،ولكن هذا لا يبرر مطلقا أن يتدخل في شئوننا الداخلية ويستبق إجراءات قانونية هي ملك للبحرين وحدها.
أما الوفاق نفسها فهي تقدم كل يوم دليلا جديدا على أنها جمعية غير وطنية وأنها يمكن أن تستمد العون من كل شياطين العالم لكي تسقط الدولة البحرينية.
استعداء الأجنبي على الوطن والاحتماء به واستخدامه ضد بني الوطن هو أوضح دليل على الخيانة وعلى الاستعداد لبيع الوطن نفسه.