يريد أصحاب المؤامرة الساعون إلى تقسيم الدول العربية، يريدون نقل الحرائق إلى المملكة العربية، لأنهم يعلمون أن الأهداف لن تتحقق بكاملها ما دامت السعودية ومصر متماسكتين وباقيتين كدولتين مستقرتين.
الانفجارات الأخيرة التي وقعت على الأراضي السعودية تبين أنهم يريدون أن يدشنوا مرحلة الضرب في القلب بعد أن أصابوا الأطراف إصابات بليغة ولوثوها وتركوا الفيروسات الحقيرة تتغلغل فيها.
هم يعرفون أن السعودية ومصر بمثابة القلب لهذه الأمة وأن كل جروح الأمة يمكن أن تلتئم ما دام القلب صحيحا نابضا، ولذلك ضربوا مصر بالإرهاب وأدخلوها في مواجهات مريرة على مدار أكثر من عام ولكنها لا تزال صامدة وقوية ولا يزال الأمل موجودًا في انتصارها على الإرهاب اللعين الذي هو أداة في أيدي أعداء الأمة.
والآن يريدون ان يشغلوا السعودية بنفسها ويدخلونها في حرب استنزاف طويلة ترهقها اقتصادية وتجعلها تكف عن الوقوف إلى جانب مصر، والهدف هو إرهاق الدولتين على المدى الطويل وتنفيذ آخر وأهم مراحل تفتيت الدول العربية بأيدي المتطرفين والعملاء والدونكشوتيون من أبنائها.
ليس المقصود الشيعة أو مساجد الشيعة، وليس للدين أو المذاهب علاقة بما يجري للأمة العربية في هذه اللحظة العصيبة، ولكن المقصود هو السعودية نفسها رمز الاسلام وقبلة المسلمين من الشرق والغرب.
الدواعش والحوالش لا يخصون هذه الأمة من قريب أوبعيد ولا علاقة لهم بالاسلام والمسلمين، فهم مجرد أدواة تستخدم في تنفيذ مرحلة من أسوأ المراحل الموضوعة لهم سلفا من أجل تدمير الأمة كلها، هذه المرحلة التي تناولها أحد منظري الارهاب الداعشي وهو أبو “بكر ناجي” في كتابه “إدارة التوحش، وهي المرحلة التي يرفعون فيها المصحف بيد والسيف أو الخنجر في اليد الأخرى لكي يطعنوا الأم كلها في ظهرها وفي قلبها.
ورغم تعاظم الخطر ورغم تصميم الأعداء على تنفيذ مخططتهم إلا أننا نثق إلى أبعد الحدود أن مساعي أصحاب المؤامرة ستخيب ولن تحقق أهدافها على الأراضي السعودية، فالمملكة العربية السعودية قادرة بإذن الله على قطع دابر الارهاب وحماية أمنها الذي هو حجر الزاوية لأمن الخليج كله. ورغم وضوح المؤامرة للصغير والكبير، إلا أن نجاحها ليس أمرًا حتميًا وليست أمرًا من الله، فالأمل قائم والقدرات موجودة والشعوب العربية والاسلامية لن تبقى هكذا حتى النهاية.