الرسالة السامية التي وجهها عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، تأتي بمثابة دفعة قوية ورعاية سامية من جلالته لذوي الأقلام الشريفة والإعلاميين الملتزمين بشرف المهنة الذين يتحملون مسؤوليتهم الوطنية خلال المرحلة الحالية بكل حساسيتها وخطورتها على الأمة كلها وليس على البحرين وحدها.
إن عهدنا بجلالة الملك المفدى هو رعاية الإعلام والإعلاميين، تلك الرعاية التي تعد من أبرز سمات عهده الميمون الذي لم يتعرض فيه كاتب لأية مضايقة. هذه الرعاية التي يقدمها جلالة الملك المفدى للإعلاميين والصحافيين تضع مسؤولية كبيرة على عاتق كل إعلامي شريف خلال هذه المرحلة المهمة التي نمر بها وتتعرض فيها الأمة لهزات عنيفة في كل ركن من أركانها، وفي ظل عالم منفتح تبلغ الكلمة فيه أقصى مدى ولا يحكم الإنسان فيما يقول سوى ضميره المهني.
هناك كلمة تقيم حربا وهناك كلمة تحقن دماء الملايين من البشر، ولا نبالغ اذا قلنا إن الكلمة كان لها دور حاسم فيما جرى للعالم العربي خلال السنوات الماضية، فكم من تقارير لهيئات ومنظمات صاغت تقارير ظالمة استنادا لكلمات غير أمينة قالها أو كتبها أناس بلا ضمير من أبناء هذه الأمة أنفسهم، فما تكتبه أقلامنا وما تنطق به أفواهنا هو المادة الخام الأساسية للكثير من التقارير السلبية التي ظلمتنا وأضرت بمصالحنا الوطنية وأثارت من الفتن والضغائن ما أثر سلبا على السلم الاجتماعي في بلادنا، لأنها تستخدم بدورها في استثارة الطوائف والجماعات والعرقيات ضد بعضها وتدفع إلى العنف المدمر الذي يجر الدول نحو التحلل الداخلي.
ومن هنا فالمسؤولية كبيرة فيما يتعلق بالمواد الإعلامية التي تنشر ويتلقفها غيرنا ويقوم بتحليلها وتوظيفها على نحو لا يخدم مصالحنا. بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة نجدد العهد على أن نتقي الله في مصلحة البحرين ومصلحة هذه الأمة ونضع هذا البلد الطيب بين أعيننا، ونشكر جلالة الملك المفدى على رعايته الكريمة لحرية الصحافة.