الرد العجيب للسفارة الإيرانية في الكويت

الرد العجيب للسفارة الإيرانية في الكويت

قديما كانوا يقولون اختفى من العالم ثلاثة، الغول والعنقاء والخل الوفي، ومن حقنا اليوم أن نضيف إليها شيئا رابعا ونقول الغول والعنقاء والخل الوفي والحياء السياسي.
نعم لقد مات الحياء السياسي وكفن ودفن وحل محله الاستهتار والبلطجة، ليس فقط لدى الشعبويين ومرشحي الانتخابات وبائعي الشعارات الفارغة، ولكن حتى لدى الدبلوماسيين الذين من شأنهم استخدام العبارات الهادئة والتعابير المائعة التي تحتمل أكثر من معنى.
هل رأيتم الانفعال الدبلوماسي الإيراني في الكويت ردا على بيان النيابة العامة الكويتية بخصوص قضية الخلية الإيرانية التي تعبث بأمن الكويت وكميات الأسلحة التي تم ضبطتها والشخص الإيراني الذي تم القبض عليه ضمن أفراد الخلية؟
السفارة الإيرانية في الكويت تعرب عن استيائها بسبب (الزج) باسم إيران في هذه القضية، وتصف القضية بأنها تستند لأسباب واهية، وتقول في الوقت ذاته إنها لا تمتلك حتى الآن أية معلومات عن هوية الشخص الإيراني المتهم ضمن أفراد الخلية، فكيف وهي التي لا تمتلك أية معلومات عرفت أن أسباب القضية واهية؟
هل النيابة العامة الكويتية ستعلن أمام العالم كله قضية بهذا الحجم، قضية تتعلق بالأمن القومي للكويت دون أن تمتلك من الأدلة والبراهين ما يثبت التهم الموجهة لهذا الشخص أو هذه الدولة؟
النيابة العامة الكويتية ليست صحيفة لكي تقوم بإذاعة كلام بلا دليل، ومع ذلك ترد السفارة الإيرانية في الكويت على النحو الذي رأيناه، فما هذا الذي يحدث؟
ما هي مصلحة الكويت في اتهام هذه الدولة أو تلك دون دليل؟ هل تريد الكويت أن تفسد علاقاتها بالدول دون سبب لذلك؟ ومن أين أتى السلاح بهذه الكميات التي ضبطتها السلطات الأمنية في البلاد؟ هل أتت من السعودية أم من الإمارات أم من أية دولة عربية أخرى؟
السفارة الإيرانية في الكويت تعرب عن استيائها الشديد (للزج) باسم إيران في هذه القضية، قضية إدخال سلاح ووجود خلية تخطط لهز أمن الكويت، أليس هذا شيئا عجيبا؟
هل كان على السلطات الأمنية الكويتية أن تستأذن إيران في إلقاء القبض على أفراد هذه الخلية وأن تقوم بتسليم المواطن الإيراني المتهم إلى السفارة الإيرانية معززا مكرما؟ أم كان عليها أن تعلن للسفارة الإيرانية عن التفاصيل الدقيقة لعملية الايقاع بالخلية الارهابية لكي تراعي علاقات حسن الجوار وتراعي ساحة العلاقات الكويتية الإيرانية؟
السفارة الإيرانية في الكويت أرادت أن تستبق كل شيء وتستبق القضاء الكويتي وتقوم بتشويه القضية مقدما لأنها متأكدة أن السلطات الكويتية امتلكت أدلة دامغة على ضلوعها في هذه القضية.