بثينه خليفه قاسم
٢١ يناير ٢٠٢٣
الرجل المناسب في المكان المناسب
تذكرت هذه الجملة عندما رأيت قصة شاب سعودي ناجح يتداولها الناس بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اعتبره الناس نموذج للشاب المستنير الذي يبتكر ويفكر خارج الصندوق من أجل النجاح في مهمته.
هذا الشاب كما ورد هو المهندس إبراهيم العمر خريج جامعة هافارد، الذي يعمل مديرا للخطوط الجوية السعودية ويترأس حوالي ٣٠ ألف موظف.
فماذا فعل ابراهيم لينال كل هذا الإعجاب؟
الذي فعله ابراهيم هو أنه ابتكر نظاما جديدا يضرب به أكثر من عصفور في وقت واحد وحقق النجاح لقطاع الطيران وقطاع السياحة معا وشارك في صنع صورة طيبة للسعودية لدى من يرغب في السفر إليها.
ابراهيم ابتكر نظاما يقوم على منح تأشيرة مجانية لمدة ٤ أيام لكل من يحجز تذكرة على الخطوط الجوية السعودية دون أي إجراءات أو تعقيدات اضافية لتصبح التذكرة هي التأشيرة تقريبا ويستطيع الشخص إن أراد قضاء أربعة أيام في المملكة دون أي تكلفة اضافية.
هذا الإجراء بلا شك يحقق إيرادات أكثر وأكثر لقطاعي الطيران والسياحة في المملكة ويقدم نموذجا يحتذى في هذا المجال لدى دول أخرى.
وزبدة القول أن وضع الشخص المناسب في المكان المناسب في كافة المجالات هو من أهم أسس نجاح وتقدم أي دولة، والعكس بالعكس بطبيعة الحال، فالشخص المناسب في المكان غير المناسب يدخل ضمن معاول الهدم التي تدمر مقدرات أي دولة.
وقد قرأنا جميعا عن قصة الرجل الروسي الذي كان يعمل مستشارا لرئيس الاتحاد السوفيتي السابق وتم تجنيده من قبل الولايات المتحدة الأمريكية كجاسوس لها. وعندما انكشف أمر الرجل وأرادوا محاكمته كان قد تقدم في السن وأصبح كهلا، فسألوه عن المهمة التي كان مكلفا بها، فقال: كنت أضع الرجل المناسب في المكان غير المناسب.
فيالها من مهمة خطيرة ومدمرة لمقدرات تلك الدولة.