بثينة خليفة قاسم
18 أكتوبر 2018
الرئيس التركي الشعبوي
ما نعرفه أن رجال الدولة عموما والرؤساء والملوك يتحدثون بمسئولية عن كافة الأمور ولا يتعجلون في إطلاق الأحكام دون دليل.
وعندما يطلق أحد المسئولين أو أحد الوزراء تصريحا غير موفق أو يستخدم لغة غير مناسبة ينظر العالم إلى رأس الدولة ليرى ماذا يقول وكيف سيصحح ما قاله وزيره على اعتبار أن الرئيس أو الملك هو صاحب الكلمة الأخيرة حول هذه القضية أو تلك .
وفي بعض الأحيان يعطي المسئولون الإشارة لوسائل الإعلام لكي تعربد في دولة من الدول أو مسئول معين في دولة من الدول ويصمتون هم حتى لا يحملون أنفسهم ودولهم ثمن مواقف أو تصريحات غير مناسبة وفي الوقت نفسه يتعللون بحرية الإعلام في بلادهم وبأنهم لا سلطان لهم على ما يقوله الإعلام .
هذه الأساليب معروفة في مجال تنافس أو صراع الدول مع بعضها البعض على مستوى العالم.
ولكن الذي ليس معروفا أن يكون الرئيس أول المتحدثين وأعلاهم صوتا وأكثرهم ضجيجا دون تفكير في كونه الرجل الأول في الدولة وأن كلامه وتصريحاته لن تقبل التصحيح.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لم يراعي أي درجة من درجات البروتوكول في تصريحاته حول دولة كبرى لها رمزيتها واعتبارها في العالم العربي والإسلامي هي المملكة العربية السعودية وتصرف بشكل بعيد عن أصول العلاقات بين الدول.
فمن اللحظة الأولى التي قيل فيها أن الصحفي السعودي جمال خاشقجي قد اختفى،أطلق أردوغان اتهاماته وتهديداته بشكل فج ولم ينتظر ظهور أي أدلة حول مسألة الاختفاء المزعومة ؟
لماذا السعودية من اللحظة الأولى؟ولماذا عدم الصبر حتى يأتي الدليل؟ولماذا لم يفكر أردوغان في طرف آخر يريد أن يصطاد في الماء العكر ؟
يبدو أن أردوغان قد اطمأن عندما سارت معه في نفس الاتجاه وسائل إعلام أمريكية معينة وسارعت بنشر سيناريوهات معينة عن اختفاء خاشقجي وعندما سمع من قبل ذلك تصريحات ترامب التي أراد من خلالها ابتزاز السعودية،فقرر ضرب عصافير كثيرة بحجر واحد ،فهو يدعم موقف ترامب من ناحية ويستعيد الدفء لعلاقاته مع امريكا خاصة مع قيامه بإطلاق سراح القس الأمريكي ،وفي نفس يسدد ثمن العطايا التي منحها له أمير الإرهاب القطري .