الدبلوماسية ومحاكاة التعامل مع الأزمات

الدبلوماسية ومحاكاة التعامل مع الأزمات

الأحد 28 يناير 2024

من الأشياء التي أعجبتني مؤخرا تلك الجلسة التي نظمتها وزارة الخارجية البحرينية بعنوان “الشؤون القنصلية: قصص نجاح ودروس مستفادة”، وأشد ما أعجبني تمرين محاكاة إدارة الأزمات الذي تم ضمن الفعاليات التي جرت بحضور وزير الخارجية ووكيل الوزارة للشؤون القنصلية.
ولا أبالغ في تقديري أهمية هذا التدريب وهذه المحاكاة إذا قلت إن ما يقوم به المسؤولون القنصليون في الخارج تجاه المواطنين الذين يتواجدون لسبب أو لآخر في دولة مقر السفارة، يكون من أهم أسباب تعزيز انتماء المواطن لبلده وإحساسه بالرضا والدفء تجاه الوطن المتمثل في هذه السفارة أو تلك القنصلية التي ترعاه في غرفته، خصوصا عندما يتعرض المواطن لأية مشكلة أو أزمة أو عندما يحدث في دولة المقر ما يمكن أن يعرض حياة المواطن للخطر. فعند هذه اللحظة تتحول السفارة أو القنصلية بأكملها إلى جنود كجنود قوة دفاع البحرين، يتخلون عن راحتهم وعن ساعات نومهم لأجل حماية واحتضان أبناء وطنهم والعمل على مدار الساعة لتأمين عودتهم للوطن في أقرب وقت وإشعارهم بأنهم في حمى هذا الوطن مهما كان بعد المسافة. ومن هنا تأتي أهمية التدريب وأهمية هذه المحاكاة التي تتبناها الوزارة تجاه أبنائها لكي يقوموا باقتدار بالدور المشار إليه تجاه مواطنينا بالخارج. من خلال تجربتي الشخصية خلال دراستي بجمهورية مصر العربية الشقيقة وبالمملكة المغربية الشقيقة لا أبالغ عندما أقول إنني شعرت بالفخر تجاه العاملين بالسفارة بالبلدين الشقيقين وما كانوا يقومون به من مساعدتي بكل ما أوتوا من إمكانيات وتشريفهم لي بحضور مناقشة رسالة الماجستير بالجامعة العربية بالقاهرة والدكتوراه بالمملكة المغربية.