بثينه خليفه قاسم
١١مارس ٢٠٢٣
الخبر الكبير.. السعودية وإيران
لا شك أن الخبر الكبير على مدار اليومين الماضيين هو اعلان بكين عن الاتفاق على اعادة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية الشقيقة وبين دولة إيران في المستقبل القريب.
هذا الخبر كان ولا يزال الخبر الأكبر في جميع وسائل الإعلام العالمية والمحلية والاقليمية، وقد رحبت دول مجلس التعاون الخليجي ومن بينها مملكة البحرين بهذا التطور الهام املة أن يؤدي الاتفاق الجديد إلى تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، بل ورحبت أجنحة ومليشيات إيران الموجودة في المنطقة بهذا الاتفاق ومن بينها مليشيا الحوثي وميليشيا حزب الله اللبناني.
وسوف يبقى هذا الموضوع مادة للنقاش والتحليل خلال الأيام القادمة نظرا لأهميته لأعرف عديدة دوليا واقليميا، لأن العلاقات السعودية الإيرانية لا تعني السعودية وإيران وحدهما ولكنها ترتبط بالاستراتيجيات بعيدة المدى للقوى الكبرى في العالم وأهمية الشرق الأوسط لهذه القوى.
فهناك من ينظر للتطور الذي حدث من زاوية أن الصين التي رعت المفاوضات بين الدولتين تسعى لدور أكبر في الشرق الأوسط وتسعى للتمدد على حساب غريمتها الأساسية الولايات المتحدة الأمريكية، وهناك من يربط هذا التطور بأحداث الداخل الإيراني بدرجة ما، إلى غير ذلك من تحليلات.
ولكن ما يعنينا نحن كعرب وكخليجيين أن السعودية وإيران قد اتفقتا بشكل واضح لا لبس فيه على مبدأ هام وواضح وهو عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول، تلك العبارة الهامة التي اشتملت على كلمة الدول بصيغة الجمع، حيث كانت مسألة التدخل في شئون الدول السبب الرئيس في قطع العلاقات بين السعودية وإيران، ولن تتحسن العلاقات بحق الا اذا تم التوقف عن هذا التدخل وتوقفت المليشيات والأجنحة الموالية لإيران عن ممارسة العنف واشعال التوتر والطائفية.. فهل ستستطيع إيران بالفعل فتح صفحة جديدة في هذا الشأن؟ هذا هو السؤال الكبير الذي ستجيب عليه الأيام القادمة.