بدأت جلسات الحوار الوطني في البحرين وندعو الله سبحانه وتعالى أن تنجح هذه الجلسات وأن يتحمل الجميع مسئوليته أمام الله والوطن وأمام الأجيال القادمة،فالبحرين أمانة في رقاب الجيل الحالي من السياسيين ورجال الدين والإعلاميين،وقد تحترمنا الأجيال القادمة وتذكرنا بالخير لأننا نجحنا في المرور بالبحرين من الأخطار التي تحيط بها حاليا،وقد تلعننا لأننا الجيل الذي ضيع الوئام والسلام والوحدة التي كانت موجودة ومصانة لدى الذين عاشوا فيها قبلنا.
قبل أن ندعو الله بالتوفيق إذن، يجب أن ندعو أنفسنا أولاً إلى ترك الحوار يدور دون أن نضع أي عصي في دولابه.
يجب علينا كإعلاميين ألا نهيل التراب على الحوار قبل أن يكتمل، فهذه ستكون خطيئة كبيرة هذه المرة،ولن يغفر لنا التاريخ والوطن إذا كنا نحن السبب المباشر في إفشال هذا الحوار.
لقد كتبنا كثيرا،وحشد كل طرف براهينه ضد الطرف الآخر،ووصلت الأمور إلى التخوين والتسفيه،ولكن طالما أن داعي الحوار قد نادى ،وحضر الجميع، وجب علينا أن نقول خيرا أو نصمت،لأن الحوار لا يمكن أن ينجح وسط أجواء من الكراهية.
ليس معنى هذا الكلام أنني أغير قناعاتي أو أدعو غيري إلى تغيير قناعاتهم حول قضايانا الوطنية وحول صياغة مستقبل البلاد،ولكنه دعوة لاحترام قدسية اللحظة التي نحن فيها الآن لأنها تتعلق باستقرار الوطن وتماسكه.
الحوار هدفه الأساسي أن يتفق الجميع على مصلحة الوطن وإعلائها فوق مصالح الأفراد والجماعات،وهذا أمر لا يتحقق إلا عندما تكون الأجواء صافية،فلا حوار ينجح تحت دانات المدافع الإعلامية.
فلنعطي إجازة للمحاكمات والتفتيش في الضمائر ونؤجل ذلك لنهاية الحوار، وإن غدا لناظره قريب، لا لشيء سوى للوطن وبقائه واستقراره.
ونحن إذ نشكر صاحب فكرة عدم السماح للإعلاميين بالمتابعة المباشرة لفعاليات الحوار، ندعو القائمين على المركز الإعلامي تحري الدقة فيما يجب أن ينشر،حتى لا يقفز أحد إلى نتائج معينة قبل أن تنتهي المناقشات ويعكر الأجواء من أجل سبق إعلامي لا يسمن ولا يغني من جوع.
هذه ليست دعوة للتضييق على حرية الإعلام، ولكنها دعوة لغلق باب التسرع في الحكم على الأمور فيما يتعلق بمصلحة الوطن إلى أن تعلن النتائج كاملة.
وما يقال للمركز الإعلامي يقال لكل الذين نالوا شرف المشاركة في الحوار سواء كانوا من الحكومة أم من المعارضة أو كانوا من هذه الفئة أو تلك،فالانضباط في التصريحات وإعلاء مصلحة الوطن على أي شيء آخر في هذه اللحظة التاريخية هو الدليل على الوطنية الحقة،أما التصريحات التهديدية أو الابتزازية الهادفة إلى الضغط على الغير لتحقيق غايات معينة فهو دليل على عدم الإخلاص لهذا الوطن.
ولا يجب أن ينسى الجميع أن التاريخ سيسجل كل ما نقول ونفعل في هذه اللحظة التاريخية وأن البحرين أمانة في رقاب الجميع.