الحج وتعليمات الولي الفقيه

الحج وتعليمات الولي الفقيه

قبل رحيله بأعوام، قدم الرئيس الليبي معمر القذافي اقتراحا بجعل مناسك الحج مرتين كل عام لكي يخفف على المسلمين الزحام الشديد الذي يصنعه ملايين الحجاج من كل مكان.
ونظر الناس إلى هذا المقترح كما نظروا إلى غيره من مقترحات القذافي الأخرى، مثل تمسكه مثلا بحذف الفعل “قل” في بداية سورة الإخلاص، على اعتبار أنه فعل أمر! وكذلك اقتراحه بإقامة دولة إسراطين، ومنعه تدريس اللغة الإنجليزية في المدارس وتحريم مشاهدة مباريات كرة القدم، وكثير من الأشياء الأخرى التي وردت في كتابيه الأخضر والأبيض!
واليوم جاءنا الولي الفقيه الإيراني بأوامر جديدة لأتباعه وهي نقل فريضة الحج برمتها من مكة والمدينة إلى العراق، والولي الفقيه ليس مثل القذافي يقترح ويدون في كتبه وينتهي الأمر، ولكن الولي يقول وأتباعه ينفذون حتى وإن أمرهم بالوقوف بقم بدلا من الوقوف بعرفة!
وصلت المسألة إذا إلى حد الانقلاب على ثوابت الدين بعد أن كانت قاصرة من قبل على الانقلاب على ثوابت الوطن وتحريض الأتباع على الانشقاق والخروج من عباءة الوطن سعيا إلى هدم وحدته من خلال الطائفية والارتباط بالخارج.
هذه المرة  يتم توجيه الضربة أو الإهانة إلى مقدسات المسلمين من خلال دفع الحجاج إلى المخالفة الكاملة في ركن من أركان الإسلام لكي تسوء أحوال المسلمين أكثر وأكثر!
فهل يجوز لمن يوصف بالفقيه أو بالولي الفقيه أن يصبح أداة من أدوات المكيافيلية السياسية التي تتبع مبدأ الغاية تبرر الوسيلة؟
والغاية الإيرانية هي الضغط على المملكة العربية السعودية من أجل تدويل مسألة الإشراف على مناسك الحج ومزاحمتها في هذا الشرف الذي اختصها الله به منذ أكثر من 1400 عام، فهل تكون الوسيلة الإيرانية للوصول لهذه الغاية طعن العقيدة الإسلامية وتخريب ركن من أركانها وهو الحج الذي تحدد زمانه ومكانه من قبل الله سبحانه وتعالى؟ وهل يجوز أن يكون الولي الفقيه أداة تحقيق ذلك؟.