بثينه خليفه قاسم
٥ يوليو ٢٠٢٣
الحج أونلاين!
في عمودي السابق كتبت عن عودة موسم الحج إلى سابق عهده بعد انتهاء وباء كورونا، وبالصدفة كتبت جملة معينة، وهي أنه مهما تغيرت أشكال التواصل بين البشر، الا أن الحج هو الحج له شعائر محددة لا تتغير.
لم أكن أدري أنني خلال ٢٤ ساعة سوف أشاهد وأسمع مذيعة مصرية شهيرة وهي تطرح على ضيفها الأزهري سؤالا حول مدى إمكانية تأدية الحج عن طريق الميتافيرس أو الحج أونلاين واستخدام الزوم وما إلى ذلك من أدوات الانترنت.
ولكي تحتاط السيدة المذيعة لنفسها ضد ردود الأفعال الغاضبة التي تعلم هي نفسها أنها ستنطلق على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد صاغت السؤال الذي ألقته على ضيفها بطريقة ذكية حيث وضعت السؤال على لسان الأطفال الذين يسألون لماذا لا يكون الحج أونلاين، وليس على لسانها هي!!!.
وبطبيعة الحال قامت حملة مسعورة ضد السيدة المذيعة التي يبدو أنها تمنتها لتنال حلقتها التلفزيونية انتشارا عالميا وهو المطلوب بالنسبة لها لأنها تعلم جيدا أن ما يمس العقيدة الدينية سيسبب غضبا لدى الناس وتعلم أن كلامها سيتم اجتزاؤه ولكن كل هذا لم يشغلها فالهدف هو الاثارة والانتشار!
صحيح أن الضيف الأزهري الذي يحمل درجة الدكتوراه، عليها بشكل لا يستطيع أحد أن ينتقده أو يعلق عليه لأن الرجل قال أن الحج عباده روحانية وبدنية على السواء، وأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال : خذوا عني مناسككم، يعني افعلوا كما أفعل. ولكني تمنيت لو أن الضيف الكريم قال ضمن رده أن طرح هكذا أسئلة أمر مرفوض لأننا نتحدث عن عبادة وليس عن عملية اتصالية بين البشر، وهي عبادة وضعت وانتهت وحددت أركانها ومناسكها وكافة تفاصيلها وأن المواصلات تتطور ولكن العبادة ذاتها لا يطرأ عليها التغيير يا حضرة المذيعة.
ونرجو من السيدة المذيعة وغيرها من الإعلاميين عدم استخدام الدين كوسيلة للإثارة.