الجريمة التي هزت الرأي العام

الجريمة التي هزت الرأي العام

بثينه خليفه قاسم

٣ اكتوبر 2021

الجريمة التي هزت الرأي العام

 تابعت نهاية الأسبوع الماضي حادثة جعلتني أشعر إلى أي مدى تلقى المرأة في بلادنا الاحترام والتقدير وتعيش بكرامة وتأكدت أن الصور النمطية لها دور كبير فيما تتعرض له بلادنا من انتقادات أحيانا في بعض وسائل الإعلام الغربية .

هذه الحادثة وقعت في بريطانيا قلعة التمدين والحريات بما فيها حرية المرأة. هي جريمة ضمن جرائم عديدة ارتكبها ضابط في شرطة العاصمة البريطانية ضد فتاة في مقتبل العمر .ولو كانت هذه الحادثة قد وقعت في بلد عربي لقامت وسائل بإلقاء المسئولية عنها على أعلى سلطة في الدولة ولسطرت المقالات والتقارير عن انتهاك حقوق المرأة وكرامة المرأة ولقامت الدنيا ولم تقعد.

هذا الضابط الذي اعتاد خطف النساء واغتصابهن وجد تلك الفتاة تسير وحدها فأخرج لها بطاقة الشرطة وقام بالقبض عليها وتكبيل يديها وأخذها في سيارته إلى منطقة كنت وقام باغتصابها وقتلها وحرق جثتها والقاها في بركة في غابة في تلك المنطقة. كان ذلك في مارس الماضي حيث اختفت الفتاة وظلت الشرطة تبحث في الأمر حتى توصلت إلى الفاعل الذي كان مشهورا بين زملائه بالمغتصب. ويوم الخميس الماضي حكم عليه القاضي بالسجن مدى الحياة وهي أقصى عقوبة جنائية في بريطانيا.

هذه الجريمة هزت الرأي العام في المملكة المتحدة برمتها وكشفت فسادا واستغلالا مدمرا للسلطة وسط مؤسسة أمنية في عاصمة من كبريات العواصم الاوروبية وكشفت ان هذا الضابط ليس الوحيد الذي يستغل وظيفته في الاعتداء على النساء حيث نشرت الصحف أن مئات من نساء أخريات تعرضن لاعتداءات مماثلة بل واعترفت الشرطة نفسها انه على الرغم من أن ثلث الضباط الان من النساء الا أن من تتعرض منهن للاعتداء من قبل زملائها الرجال تخشى تقديم شكوى خوفا من أن يقال عنها أنها مثيرة للشغب.

فلنتخيل حجم المأساة ولنسأل أنفسنا ما معنى حرية المرأة التي نسمع عنها في الغرب ،؟ وما قيمة الحرية وما أهميتها اذا كانت كرامة النساء تداس من قبل المؤسسة التي يفترض أن مهمتها حماية النساء .