صباح الخير.. عند نشر هذه الكلمات يكون التغيير الوزاري قد تم وفاز فيه من فاز وخسر فيه من خسر، ونحن على ثقة تامة في أن قيادتنا الحكيمة تبذل قصارى جهدها من أجل راحة المواطن البحريني وتحسين أوضاعه في كل المجالات، ونعلم علم اليقين أن الاختيار لمثل هذه المناصب يتم وفق الكفاءة والقدرة على العطاء وليس على سبيل المكافأة لأحد.
وإذا كان هناك وزراء قد قصروا أو لم يحققوا طموحات الناس بشكل كامل فهذا ليس عن سوء اختيار لهذا الوزير أو ذاك ولكن القيادة تعطي الفرصة لمن ترى فيهم القدرة على العطاء والنهوض بالوزارة التي يتولاها.
وطالما بقي سمو الأمير خليفة بن سلمان رئيسا للوزراء فستبقى البحرين بخير، فهو رجل كما يشهد البعيد والقريب لا يمارس في حياته سوى بناء البحرين وتقدمها ويبث الحماس والقوة في كل من حوله، وقد رأينا منذ أيام قليلة الشعبية والاحترام والمحبة التي ينالها لدى أبناء شعبه الأوفياء.
ولكنني في هذه الزاوية لابد أن أعبر بصدق عن آمال وطموحات الكثير من الناس تجاه التغيير الوزاري هذه المرة أو أي مرة، مع تقديري بطبيعة الحال لكل من تولى منصبا وزاريا في هذه الوزارة أو تلك، فجميعهم أصحاب تاريخ جيد في العطاء وحب الوطن، ولكن البحرين في تقديري لا تتحمل هذا العدد الكبير من الوزارات، وهذه فكرة عبر عنها غيري كثيرون وهذا يثبت أنها فكرة ومطلب متداول بين الناس.
ليس بالضرورة أن يكون لدينا ونحن بلد عدد سكانه لا يتجاوز المليون وزارات وجهاز إداري يماثل نظيره الموجود في دول تعدادها سبعون مليونا أو مئة مليون، فهذا يشكل عبئا ماليا على البلاد ولا يضيف شيئا مهما للدولة والمواطن.
هناك وزارات يمكن دمجها في وزارة واحدة، وهناك وزارات يمكن تحويلها إلى هيئات تحت إشراف وزير أو حتى تحت إشراف الديوان الملكي وبالتالي نوفر نفقات ونقلص الجهاز الإداري للدولة؛ ليتناسب مع حجمها وعدد سكانها.
ليس بالضرورة أن نحاكي غيرنا في كل شيء من حيث الشكل، فالمهم المضمون والنتائج التي تتحقق على الأرض.
وإذا كنا نخالف المنطق من وجهة نظر أحد الأجانب الذي قال لي وهو يضحك: لماذا تصرون في النشرة الجوية أن تبينوا الفرق بين درجات الحرارة في المحافظات المختلفة، رغم أن البحرين من الناحية الجغرافية تعادل جزءا من محافظة أو إقليم جغرافي واحد له سمات مناخية ودرجات حرارة واحدة، فلا يجب أن نكون غير منطقيين في تعيين عدد من الوزراء يزيد عن حاجتنا.
لماذا لدينا وزارة إعلام ووزارة ثقافة، رغم أن الوزارتين يمكن دمجها في هيئة واحدة دون حاجة لوزارة من الأساس؟
صحيح أننا نحتاج لمتحدث باسم الدولة ومتحدث باسم الحكومة ومتحدث باسم الخارجية ولكن هؤلاء لا يكلفون الدولة كما يكلفها الوزراء.
وأخيرا نبارك للوجوه الجديدة دخولها التشكيلة الوزارية، وحظا موفقا لمن غادروها..