بثينه خليفه قاسم
٣٠ نوفمبر ٢٠٢٢
التغيرات المناخية ومعاناة النساء
قد يستغرب البعض هذا العنوان على اعتبار أن التغيرات المناخية تؤدي إلى آثار سلبية ومدمرة على العالم كله برجاله ونسائه وبقية ما به من كائنات وتسبب ارتفاع لدرجة حرارة الأرض وحدوث فيضانات وكوارث طبيعية واختلال في نواميس الطبيعة بشكل عام وانقراض لبعض الكائنات وظهور أمراض خطيرة.
ولكن الأبحاث والتقارير أثبتت أن تلك التغيرات ستزيد من معاناة النساء على وجه الخصوص.
الذي يقرأ هذا الكلام قد يصاب بالدهشة للوهلة الأولى ويعتقد أن النشطاء في مجال الدفاع عن حقوق المرأة هم الذي يروجون هذه النظريات ويقحمون المرأة وقضاياها في أزمة المناخ.
ولكن الذي يطلع على ما جاء في التقارير والأبحاث من أرقام حول تلك الأزمة سيعرف أننا أمام قضية ذات أهمية كبيرة وأن أضرار التغيرات المناخية تتجاوز حدود ما نفكر فيه.
فحسب ما جاء في تقرير ل “صندوق ملالا لتعليم الفتيات ” هناك ٤ ملايين فتاة لم تكمل تعليمها بسبب التغيرات المناخية في عام ٢٠٢١.وقال التقرير أنه ما لم يتم اتخاذ إجراءات سريعة فإن التغيرات المناخية ستؤدي إلى حرمان ما لا يقل عن 12.5 مليون فتاة سنويا من إكمال تعليمهن.
ويقول المدير التنفيذي لمركز المرأة للارشاد والتوعية القانونية في مصر أن التغير المناخي كان سببا في تخلف الكثير من الفتيات عن الدراسة أو عدم الانتظام فيها مما يضاعف الفجوة بين الجنسين في المساواة في التعليم.
وقد حذرت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالعنف ضد النساء في تقرير لها الشهر الماضي من أن تغير المناخ يضاعف التهديدات التي يتعرض لها النساء ويزيد من خطر انتشار العنف ضدهن.