الزوبعة التي ثارت حول البعثات التعليمية والمعايير المستخدمة في ذلك تأتي ضمن حرب التشكيك والتشويه الدائرة منذ وقت طويل ولا يجب أن ينزعج المسؤولون في التربية والتعليم من الذين ينشرون الأكاذيب على مواقع التواصل الاجتماعي لأن الهدف معروف وهو شحن أبناء طائفة معينة وجعلهم يشعرون بالاضطهاد ويشعرون أنهم مواطنون من الدرجة العاشرة، فيزداد كرههم للوطن وتزداد قدرة رعاة الطائفية على التحكم في عقولهم وتحريكهم من وقت لآخر ضد الدولة البحرينية، فليس هناك ضحية أسهل من طالب كان يرسم لنفسه خططا معينة لمستقبل زاهر ثم يجد أن أحلامه قد تحطمت لأنه لم ينل البعثة أو التخصص الدراسي الذي يتمناه،حتى وإن لم تكن إمكانياته تؤهله لدراسة هذا التخصص.
مهما كانت المعايير التي تتبعها الوزارة موضوعية وعادلة، فلن تستطيع الوزارة أن تحقق أحلام كل الدارسين،حتى ولو افترضنا جدلا أننا دولة بلا طائفية وبلا طائفيين، لأن تقييم الطالب لنفسه لا يمكن أن يتطابق مع تقييم الآخرين له، والدليل على ذلك أن غالبية الطلاب يسعون لدراسة تخصصات بعينها مثل الطب مثلا، رغم أن الكثير منهم لا يصلحون لهذا النوع من الدراسة.
ولنذهب لأي دولة في العالم تفعل نفس الذي تفعله البحرين في تقييم قدرات الطلاب وتصنيفهم لدراسة تخصصات معينة، وسوف نجد أن أي طالب منع من دراسة تخصص معين كان يتمناه قد غضب واعترض على معايير التقييم وشعر بالظلم.
وإذا كان هذا يحدث في الدول التي لا تعرف الطائفية، فلابد أن يحدث في البحرين، حيث الطائفية تعشعش في الناس حتى النخاع.
الطائفية موجودة وسوء النية موجود والذين يعملون على قتل ولاء الشباب موجودون ويعملون بالليل والنهار من أجل التحكم في عقول الشباب المنتمي إلى طائفة بعينها ومنعهم من الاندماج في الوطن، وليس هناك فرصة أنسب من لحظة الإحساس بالإحباط التي يشعر فيها الطالب بالظلم لكي ينقضوا عليه ويقولون له مرحبا بك في نادي الطائفيين.
ولذلك فأنا أقول للمسؤولين عن العلاقات العامة في وزارة التربية والتعليم: لا تجهدوا أنفسكم في الدفاع عن المعايير العادلة للبعثات لأن دفاعكم لن يأتي بنتيجة، والمشكلة ليست فقط في أزمة الثقة ولكن في سوء النية التي يتعامل به الطائفيون مع كل القضايا.
ولو أن الوزارة قامت بتسجيل المقابلات الشفهية التي يتم من خلالها تقييم الطلاب وتصنيفهم للتدليل على نزاهتها لما اقتنع المشككون بذلك، ولو قامت الوزارة باستقدام محكمين أجانب لتقييم الطلاب لبحثوا عن نظرية المؤامرة لكي يشوهوا العملية برمتها.