هذا ليس عنوانا لفيلم سينمائي ،وليس من قبيل التخريف السياسي،ولكنه تعبير عن حقيقة واقعة،مهما كانت التصريحات ومهما كانت الحرب الاعلامية الدائرة بين إسرائيل وإيران.
صحيح أن إسرائيل هددت بضرب البرنامج النووي الإيراني وأعلنت عن خطط معدة لعملية عسكرية ستنفذ ضد هذا البرنامج،وصحيح أن إيران أيضا ردت بتهديد مماثل وقالت أنها ستمحو الدولة الصهيونية من الوجود وأنها ستشعل البيت الخليجي نارا،ولكن كل هذا لا ينفي أن كلا الدولتين قد اتفقتا ولو ضمنيا،على معاداة الشعب السوري والوقوف ضد تطلعاته المشروعة.
إيران التي وصفت بقية الثورات العربية بأنها صحوة إسلامية ومدت يدها للشعوب العربية متطلعة إلى مستقبل يضمن لها الدعم والهيمنة من خلال دعم بقية النظم التي ستكون إسلامية في المنطقة،رفضت استخدام وصف “ثورة”للتعبير عن ما يحدث في سوريا،واعتبرت أن ما يجري في سوريا أمر مختلف تماما عن بقية الدول العربية ،وأن دول الغرب تستهدف النظام السوري الممانع،وبناءا عليه قامت إيران باستدعاء مصطلح سبق أن استخدمته لوصف ما جرى لديها من احتجاجات بعد الانتخابات الرئاسية الماضية وهو مصطلح”الفتنة”،بدلا من “الثورة”، واستبدلت كلمة “الثوار” بكلمة “المارقين”وقامت بمساعدة النظام السوري في قمع أبناء شعبه،وكأن كل الثورات العربية امتداد للثورة الايرانية ماعدا الثورة السورية التي قام بها مارقون مرتبطون بالغرب.
سقوط النظام السوري يشكل تهديدا كبيرا لايران،لأنه يعني إضعاف حزب الله الذراع الإيرانية الهامة في المنطقة ويعني تدمير العلاقات مع سوريا نهائيا،لأن أي نظام سوري قادم سيكون من رحم هذا الشعب الذي تعرض للتنكيل والذبح أشهرا طويلة برعاية ودعم الحرس الثوري الإيراني.
أما إسرائيل فترى في سقوط النظام السوري كارثة كبيرة بالنسبة لها،وهو ما عبر عنه “عاموس جلعاد” رئيس الهيئة الأمنية بوزارة الدفاع الإسرائيلية،حيث أعلن بالحرف الواحد أن سقوط نظام الأسد سيترتب عليه كارثة تقضي على تل أبيب نتيجة لما وصفه بظهور امبراطورية إسلامية في المنطقة تضم مصر وسوريا والأردن.
ولذلك فقد أوصلت إسرائيل رسالتها إلى الغرب بضرورة تأخير سقوط الأسد على الأقل حتى تستطيع ترتيب أوراقها،وهذا ما يفسر المواقف الأوروبية والأمريكية المتراخية تجاه النظام السوري والتصريحات التي تقول بأن سوريا تختلف عن ليبيا وأن حلف الناتو لهذه الأسباب لن يتدخل في سوريا كما فعل في ليبيا.
فهل هناك روابط سرية بين إيران وإسرائيل ينتج عنها تنسيق المصالح فيما بينهما فيما يتعلق بالمنطقة العربية،أم أنه اتفاق ضمني غير معلن حتمته مصلحة كل دولة منهما؟
ومهما كانت الإجابة فالنتيجة واحدة بالنسبة للشعب السوري الذي دفع ولا يزال يدفع ثمنا باهظا من أجل الحرية والديمقراطية.