“كل القدرات النووية سيتم الاحتفاظ بها، لن تقفل أي منشأة أو حتى تتوقف، ولن يجري تفكيك أي آلة، ولن توجه أي أذية للأبحاث والتطوير العلمي في البلاد”. هكذا قال عباس عرقجي أحد المفاوضين الإيرانيين الرئيسين فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني ردا على تصريحات كبيرة المفاوضين الأميركيين وندي شيرمان التي قالت إن برنامج التخصيب الإيراني في وضعه الحالي غير مقبول.
ما الذي حدث إذن وما هي النتيجة التي وصلت الولايات المتحدة ومجموعة 5+1 من مفاوضاتها مع إيران، وما الذي أنتجته تهديدات الغرب منذ 12 عاما؟
التهديد بالحرب تارة والتهديد بالعقوبات تارة والنتيجة الوحيدة هي أن البرنامج الإيراني الذي تم ابتزاز العرب من خلاله يتقدم كل يوم إلى الأمام خطوات!
المفاوضات والمناوشات موجودة منذ 12 عاما، تشتعل المواقف أحيانا فتقدم إيران وعودا وتعطي مسكنات وتبدأ حلقات من التفاوض وتنتهي، وتبدأ حلقات غيرها، ويتخلل كل مرحلة أحداث كبيرة في هذا المكان من العالم أو ذاك فتنشغل بها الولايات المتحدة والقوى الكبرى، والشيء الوحيد الذي يمضي للأمام بوتيرة ثابتة هو تخصيب اليورانيوم الإيراني.
العقوبات الاقتصادية لم تصنع شيئا لإيران، وسيأتي اليوم الذي تكمل فيها إيران مهمتها وتفاجئ العالم بأن البرنامج النووي الذي خططت له قد اكتمل وأصبح أمرا واقعا وعلى النحو الذي تريده إيران وليس الذي يريده العالم.
الأوضاع تغيرت بشكل كبير في المنطقة التي نعيش فيها وأصبح لإيران يد ورأي وإرادة قوية فيما يحدث في العراق وفي سوريا واليمن، وزادت قدرتها على الإضرار بالمصالح الأميركية في المنطقة، وبالتالي فالمنطق السليم يقول إن ما لم تستطع الولايات المتحدة وشركاؤها وحلفاؤها فعله على مدى 12 عاما لن تستطيع أن تفعله الآن.
الولايات المتحدة تساعد حاليا على تمديد وترسيخ النفوذ الإيراني في المنطقة كلها، وبالتالي فمن الطبيعي أن يزداد البرنامج النووي الإيراني نموا وتقدما،مهما كانت التصريحات والتهديدات والعقوبات!
الولايات المتحدة يشغلها الآن عملية فرم المنطقة العربية وإعادة تشكيلها من جديد، عن طريق الإرهاب الذي يتم تشكيله وتلوينه كل يوم بلون ووصف جديد لاستغفال الشعوب العربية وتوريطها في صراعات طائفية للقضاء عليها وإعادتها للعصر الحجري!
هذه هي الحالة التي نراها حاليا كشعوب عربية ولا نستطيع أن نفعل شيئا حيالها، أما البرنامج النووي الإيراني فسوف يكتمل وسوف تخرج إيران لسانها للجميع عما قريب وتقول إنها حققت كل ما تريد.