البحرين شاركت بوفد كبير في اجتماع لجنة حقوق الطفل في دورته السابعة والخمسين الذي عقد في جنيف خلال الفترة من 1-3 يونيو الماضي، حيث تمت مناقشة تقرير البحرين الثاني والثالث في مجال حقوق الطفل للفترة من 2000-2009.
وعبر الوفد البحريني – الذي ترأسته الدكتورة فاطمة محمد البلوشي وزيرة حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية وضم ممثلين عن وزارة التربية والتعليم والنيابة العامة والصحة والداخلية والخارجية ووزارة حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية وممثلين عن اللجنة الوطنية للطفولة ومؤسسات المجتمع المدني العاملة في مجال الطفولة – عبر باقتدار عن الإنجازات التي تحققت خلال هذه الفترة في مجال خدمات الطفولة من خلال مؤسسات البحرين التشريعية والقانونية ومؤسسات المجتمع المدني.
ولفت نظري أن الوفد البحريني تحدث عن استغلال الأطفال خلال الأحداث التي وقعت في البحرين بشكل سيئ لا يتناسب مع أعمارهم ودفعهم إلى ممارسة أعمال عنف تعرض حياتهم وحياة غيرهم للخطر.
شيء طيب هذا النجاح في عرض إنجازات البحرين في مجال رعاية الطفل وسن القوانين والتشريعات التي تكفل للطفل حياة تساعد على بنائه الفكري والبدني والعلمي بما يتفق مع المعايير العالمية في هذا الشأن.
ولكن الحقيقة التي لا تقبل الجدل، التي لم يكن بمقدور الوفد البحريني أن يثيرها في هذا المحفل، هي أن الطفل البحريني هو أكثر طفل في العالم يتعرض للظلم في طفولته، ليس لأنه يستخدم في أعمال لا تتناسب مع سنه ويحرم من الطفولة وأنشطة الطفولة، وليس لأنه يستخدم في أنشطة غير أخلاقية كما يحدث في أماكن كثيرة من العالم، ولكن لأسباب أخرى تتصل بالحالة البحرينية الفريدة من نوعها، فالطفل البحريني من دون أطفال العالم يتعرض للتشويه الفكري في سن مبكرة ويتعرض لرسائل متناقضة، بعضها يحاول عبثا أن يربيه تربية وطنية ويعمق في نفسه الولاء للوطن الواحد، بينما يقوم بعضها الآخر بجذبه نحو الفئة أو الطائفة ويعمق ولاءه لها إلى الحد الذي يؤثر سلبا على ولائه للوطن كمفهوم أوسع وأشمل، لأن الولاء للطائفة يظل يتمدد في فكره وتكوينه حتى لا يترك مساحة تذكر للانتماء للوطن.
الطفل البحريني يذهب إلى المدرسة كغيره من أطفال العالم،ويتعلم فيها القراءة والكتابة ككل أطفال العالم،ولكن تكوينه الفكري وانتماؤه يتحدد نتيجة لدروس أخرى تختلف أو ربما تتناقض تماما مع ما يستمع إليه في فصول الدراسة.
وليست المسؤولية هنا على وزارة التربية والتعليم أو على واضعي المناهج الدراسية في المملكة، فالطفل البحريني يرضع طائفية ويتم تنشئته على الكراهية، وبالتالي لابد ان يكون عنيفا وهو شاب، وليس غريبا أن يتم استخدامه في أعمال عنف وهو ما حدث بالفعل وتحدث عنه الوفد البحريني.