بثينه خليفه قاسم
17 أكتوبر 2019
البحرين ليست جنة ..ولكنها ليست جحيما
أعجبني جدا هذا العنوان الذي استخدمه الكاتب الكبير الأستاذ عبد المنعم ابراهيم في عموده بجريدة أخبار الخليج .
ورغم اختلاف الفكرة التي قررت أن أكتب عنها عن تلك التي ورد في عمود كاتبنا الكبير ،الا أن هذا العنوان المعبر قد جعلني انظر حولي ،بل وأنظر إلى العالم كله ودارت راسي دورة كبيرة أتأمل فيها أحوال العالم ومعاناة الشعوب والحروب المشتعلة هنا وهناك والشعارات المرفوعة والذرائع التي يتذرع بها هذا وذاك لكي يجعل من حربه حربا مقدسة .
تأملت الدمار الكثير وتأملت سقوط زعامات وصعود زعامات أخرى ،تأملت المجاعات والتشرد وتأملت تشتت أفراد العائلة الواحدة ،فهذا في بلده محبوس وأخاه في دولة بعيدة هاربا من الموت أو التنكيل .
تأملت كل هذا ورددت هذا العنوان في داخلي وقلت ” البحرين ليست جنة ..ولكنها أيضا ليست جحيما ” وقلت لنفسي أولا لا توجد جنة على الأرض فكل شعب في العالم له معاناته الخاصة وليس هناك شعب بلا مشاكل ،والكل يسعى للأفضل ،وكما يقال الحاجة أم الاختراع ،وحاجة البشر إلى الرفاهية هي التي تدفعهم للعمل أو للدراسة.
والبحرين جزء من هذا العالم يتطلع بعض أبنائها الى وظيفة تحميهم من الفقر ويتطلع بعضهم الاخر الى سكن يتزوج ويعيش فيه ويتطلع غيرهم إلى ألوان من الاحتياجات وألوان من الرفاهية، شأنهم شأن الامريكيين والصينيين وشعوب الدول التي تمتلك من أسباب القوة ما لا يملكه غيرها .
البحرين ليست جحيما لأنها استطاعت أن تمر سالمة مما لم يستطع أن يمر منه غيرها. البحرين لديها الأمن والأمان وكرامة الانسان.البحرين لن تصبح جحيما أبدا في ظل حكم رشيد يتعامل بمنهج الأب مع كل أبنائه ويتعامل مع العالم الخارجي بما يضمن للبحرين أن تبقى في مكانتها المحترمة التي يضعها العالم فيها.
البحرين لا تتآمر على أحد ولا تشارك في مؤامرة ضد أحد .البحرين كانت ولا تزال وفية لكل القضايا العربية ولم ولن تكون يوما سكينا يزرع في خاصرة الأمة .ربما لا تملك البحرين من الموارد والثراء ما يملكه غيرها ولكنها ستبقى واحة للأمن والأمان.