العمل الإرهابي الجبان الذي راح ضحيته شهيدان من رجال الشرطة البحرينية لن يدخل اليأس إلى قلوبنا، بل سيزيدنا إصرارا على مواجهة الإرهاب الذي يسعى إلى إسقاط الدولة البحرينية من خلال ضرب الأمن فيها.
فالشعب البحريني يزداد وعيه يوما بعد يوم، والغشاوة تزول عن عينيه بالتدريج، وهو ما يجعل صناع الإرهاب يزدادون انعزالا ويأسا فيتصرفون بعشوائية نتيجة لإحساسهم بتضييق الخناق عليهم ونجاح رجال الأمن البحرينيين في التصدي للمؤامرة وكشفها أولا بأول.
فهذا الحادث، الذي هز مشاعر كل البحرينيين المخلصين لبلدهم وأوجع قلوب كل المؤمنين الرافضين للقتل،لا يعد نجاحا للإرهاب اللعين ورعاته الإقليميين في توجيه ضربة للبحرين، ولكنه يعد عملا يائسا ناتجا عن الاحساس بالحصار الذي فرضه عليه رجال الأمن البحرينيين.
قبل ذلك استشهد رجال وأصيب آخرون وهم يؤدون واجبهم المقدس تجاه حماية الوطن وحفظ أمنه، واليوم استشهد آخرون، وربما يسشهد آخرون في المستقبل، ولكن لن يؤثر ذلك قيد أنملة في عزيمة وصمود رجال الأمن الأبطال الذي يحملون أرواحهم على أكفهم من أجل أن يبقى الوطن.
الشهداء يرتقون كل يوم في كل ركن من أركان وطننا العربي المكلوم، وغيرهم يفقدون أعينهم أو أرجلهم من أجل حماية الأوطان، ونحن في البحرين لسنا استثناء، فبلدنا في قلب هذه المؤامرة الحقيرة، ولولا يقظة رجال الأمن الأوفياء لبلدهم التي تدعمها وتقويها درجة الوعي التي يتميز بها الشعب البحريني، لكان شهداؤنا أكثر ولكانت دموعنا أكثر.
ومهما سقط من شهداء على أرض البحرين فلن تسقط البحرين أبدا لأن الشعب البحريني لن يقبل أبدا أن يستغفل وينجر إلى مستنقع العنف والإرهاب، فتاريخ هذا الشعب يجعلنا نراهن بكل ثقة على وعيه ووطنيته،والدليل القريب على ذلك أنه رغم أن الشرارة الأولى لهذه الحرب انطلقت مبكرا وفي الوقت الذي كانت الغمامة موضوعة على أعين الملايين من أبناء الأمة، إلا أنها سرعان ما أطفئت ولم تنجح في إشعال الحرائق التي كان مخططا لها.
هم يعتقدون أن شعب البحرين هو الأسهل بالنسبة لهم ويعتقدون أن شياطين الطائفية جاهزون دوما لإشعال الحرب، ولكنهم واهمون، فالطابور الخامس قليل العدد ومكشوف بشكل واضح لهذا الشعب بكل فئاته، ولن يستطيع هذا الطابور تحت أية ظروف أن يقوم بمهمة حصان طروادة!
ونحن نقول لأدوات الإرهاب اللعين في بلادنا: إن ضرباتكم وإن تكررت دليل على قوة رجال أمننا ويقظتهم ودليل على أن اليأس قد فعل فعله في قلوبكم المريضة، وسوف ننتصر عليكم بإذن الله، وإن الذي يموت منا خلال حربكم الحقيرة، هو الذي انتهى أجله، وكان من الممكن أن يموت في حادث سيارة أو حريق أو غيره،ولكنه يموت موتة الأبطال ويرتقي ككل الشهداء.