عشية القمة الخليجية التي تعقد في هذا الوقت الحساس من تاريخ الأمة كلها، وليس الخليج العربي فقط، نعود مرة أخرى للحديث عن ضرورة إنجاز الاتحاد الخليجي، ويعرف الجميع أنه أصبح مسألة حياة أو موت، والذي يرى غير ذلك إما غير مدرك لحجم الخطر الذي يحدق بنا أو أنه غير مشغول بمصير هذه الأرض التي ولد وعاش عليها.
أعرف أنني أعيد نفس الاسطوانة التي طالما قلتها حول ضرورة الاتحاد وأعرف أن كل الذين سيقرأون كلماتي البسيطة يعرفون مثلي الحالة التي وصلت إليها الأمة العربية، وأن النار تقترب من الجزء الوحيد الذي لم يغزه مرض التحلل الداخلي حتى الآن.
استندنا لوقت طويل في حماية أمننا القومي على التوازنات الدولية والتحالف مع القوى الكبرى التي تفعل هذا هي الأخرى من أجل مصالحها وليس من أجل سواد عيوننا.
والآن تغير كل شيء وأصيب العالم بزلزال كبير وجرت في النهر مياه كثيرة، صحيح أن الوحدة الاقتصادية لا تكفي للوقوف في وجه خطط ضرب ما تبقى من كيان الأمة العربية، ولابد من وجود جيوش قوية تحمي إنجازات شعوبنا، ولا غنى عن تسليح هذه الجيوش بالشكل الذي يجعلها قادرة نوعيا على التعامل مع أية قوة تحاول النيل من هذه الأرض.
وصحيح أن دول الخليج العربي تأخرت أو رفضت تبني الخيار النووي في تسليح جيوشها التزاما بالمواثيق والقواعد التي قررها وصاغها الكبار في هذا العالم، حرصا منها على عدم الدخول في صراعات تهز استقرار المنطقة، ولكن الوقت لا يزال موجودا أمامنا لإنجاز ما يمكن إنجازه في مجال بناء جيش خليجي قوي يقف في وجه الخطر المتوقع.
لابد أن نحاول مرة واحدة أن نعد للخطر عدته قبل أن يقع، فلا أحد يعرف كيف ستدور الأحداث في الأيام القادمة في منطقتنا التي فيها كل أسباب وأدوات الانفحار الكبير.
كل ما أعرفه أن العالم – خصوصا الدول المحيطة بنا – لن يتركنا في حالنا خلال المرحلة القادمة، وفي هذه العجالة أحاول أن أبرئ ذمتي وأذكر رجال القمة الخليجية بما يعرفونه أكثر مني.