الاتحاد الخليجي… متى؟

الاتحاد الخليجي… متى؟

 
“نحن مستهدفون بأمننا واستقرارنا، لذلك علينا أن نكون على قدر المسؤولية”، هكذا تحدث خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز طيب الله ثراه أمام قمة الرياض الثانية والثلاثين لدول مجلس التعاون الخليجي، داعيا إلى تجاوز مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد في كيان واحد.
وفي كل مناسبة نسمع من المسؤولين الخليجيين كلاما مثل هذا، فمتى يتحقق لنا الأمن والأمان ونشعر أن مستقبل الخليج محمي بفضل وحدته التي ستكون أساس قوته؟
دول مجلس التعاون الخليجي بلا استثناء تعيش حاليا تحت تهديدات داخلية وخارجية، وهذه التهديدات تزداد بشكل واضح ويدرك خطرها القادة قبل الشعوب.
والكلام الذي قاله في تلك المناسبة خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز عليه رحمة الله وقاله غيره في مناسبات أخرى، موجه بطبيعة الحال لقادة دول المجلس أكثر مما هو موجه لشعوبها، لأن الشعوب الخليجية في رأيي الشخصي، ليست فقط مستعدة للاتحاد في كيان واحد، ولكنها تحلم منذ وقت طويل بهذا الاتحاد، ولو أجرينا استفتاء لهذه الشعوب لجاءت النتائج مؤكدة لهذا الكلام بنسب عالية ربما تصل إلى شبه إجماع على رغبتها في قيامه اليوم قبل الغد.
اللغة واحدة، والثقافة واحدة والتاريخ واحد والدم واحد والمستوى المعيشي متقارب فما الذي يمنعنا من الاندماج؟
لقد اتحدت أوروبا ذات اللغات المختلفة والثقافات المتباينة في كيان واحد، فلماذا لا يكون لنا كيان كبير ككل الكيانات الموجودة في العالم.
لم يبق عذر إذا لقادة دول المجلس لكي يتخذوا خطوات تنفيذية سريعة على طريق تحقيق الوحدة الخليجية الكاملة، ولا حل لنا في مواجهة المؤامرة الحالية سوى أن نتحد.
الأمر كما قال خادم الحرمين جد خطير ودول مجلس التعاون مهددة بخطر التفكك والانهيار إن هي لم تتحرك بسرعة نحو صنع أمنها بنفسها دون الاستناد لأية توازنات أو رهانات دولية، وهذا الأمن لن يتحقق إلا بوجود كيان خليجي واحد يكون له قرار اقتصادي واحد وقرار سياسي واحد يجعل العالم يفكر قبل أن يهدد أو يسمح بتهديد هذا الكيان.
لا يتخيل أحد أن طريق الوحدة سيكون سهلا أو مرحبا به من الدول الإقليمية والعالمية، ولكن علينا أن نختار بين خوض هذا المشوار بصعوبته المتوقعة وبين تعرض دولنا لخطر الفوضى الأمنية كمقدمة للتدخل الخارجي الذي إن حدث في إحدى الدول سينتقل حتما إلى غيرها، وتكون النهاية هي قولنا “أكلت يوم أكل الثور الأبيض”.