25 فبراير 2019
الإفلاس الإيراني وتصريحات سليماني
عندما يضيق الخناق على إيران وتتصاعد المعارضة الداخلية لنظام الملالي وتزداد الأمور سوءا يوما بعد يوم ،يلجأ أقطاب النظام إلى اختراع الأعداء وشغل الداخل بهؤلاء الأعداء كنوع من التسكين لمعاناة الجماهير واحتجاجات المعارضة .
قاسم سليماني قائد الحرس الثوري الإيراني مهندس كل ما تقوم به إيران خارج حدودها من تخريب ودمار وبث للفتن في أرجاء العالم العربي والإسلامي ،لم يجد ما يقوله للشعب الايراني عقب العملية الإرهابية التي راح ضحيتها ٢٩ من أفراد حرسه الثوري في شرق ايران سوى توجيه التهم للمملكة العربية السعودية والإمارات !
ولأن سليماني على رأسه بطحة تجاه السعودية والإمارات وتجاه الكثير من الدول العربية ويعرف ما الذي قام به تجاه هذه الدول على مدار سنوات مضت،ويعرف كم الدماء التي سالت على الأرض العربية بتدخله وزرعه للفتن ،فكان ولابد أن يتهم السعودية والإمارات وهو يعلم جيدا أن أي منهما ليس لها أدنى دور في هذه التهمة .
فكيف يريد السيد سليماني لحرسه الثوري المنغمس في سفك الدماء وتهديد استقرار جيرانه أن يظل في أمان ولا يدفع ثمنا لايوائه وتمويله وتدريبه للإرهابيين هنا وهناك ؟
العلاقة بين الحرس الثوري الإيراني وبين الإرهاب بأنواعه علاقة وثيقة ومثبته ،وليس فقط علاقته بالجماعات الشيعية الارهابية،فعلى مدار سنوات قامت إيران بدعم وتمويل جماعات إرهابية سنية وقامت بايواء قادة هذه الجماعات.
وكل الدول التي دعمت الإرهاب واستخدمته لتحقيق أهدافها في الهيمنة دفعت ثمنا معينا لهذا الدعم ومن بينها القوى الكبرى على مستوى العالم ،ومن الطبيعي أن يأتي الدور على إيران هي الأخرى لكي تدفع ثمنا لارتباطها بجماعات الإرهاب .
ما يقوله سليماني اذن هو كلام للاستهلاك المحلي ومحاولة لتخدير أعصاب الشعب الايراني الذي بدأ يشعر بالمعاناة من جراء السياسات العدوانية للنظام الإيراني .