3 أكتوبر 2017
الاعلام والمشاركة السياسية للمرأة
كان لي الشرف أن شاركت في المائدة المستديرة التي نظمها المجلس الأعلى للمرأة بالتعاون مع معهد التنمية السياسية بالبحرين،واستمعت وشاركت مع السادة النواب والشوريين والإعلاميين الذين أكدوا بأشكال مختلفة على ضرورة أن يقوم الإعلام بمزيد من الجهد في تعريف المجتمع بأهمية دور المرأة في عملية التنمية المستدامة وتقدم البلاد على كافة المستويات،وكذلك توضيح النجاحات التي حققتها المرأة سياسيا واقتصاديا وعلميا،على اعتبار أن التجارب الناجحة التي حققتها المرأة ستعطي حافزا للمجتمع لكي يفسح المجال أكثر وأكثر للمرأة ويعطيها المزيد من الفرص للمشاركة السياسية وصنع التقدم لهذا البلد.
المجلس الأعلى للمرأة برئاسة الأميرة سبيكة بنت إبراهيم قرينة جلالة الملك قد حقق الكثير على كافة المستويات وقدم من الحوافز ما يكفي لتحقيق طفرة كبيرة في مجال المشاركة السياسية للمرأة،وصنع شراكات كثيرة مع كافة الوزارات ومع الجهات الإعلامية المختلفة لكي يقوم كل بدوره نحو وضع المرأة البحرينية في مصاف الدول المتقدمة والدول التي سبقتنا في إفساح المجال للمرأة للمشاركة في صنع السياسة والمشاركة في اتخاذ القرارات الهامة.
ورغم النجاح النسبي،ورغم أننا سبقنا غيرنا،ورغم النماذج المبهرة من النساء البحرينيات اللاتي قدمن صورة مشرقة عن البحرين في محافل عديدة،الا أن تطلعاتنا لا تزال تفوق ما حققناه بكثير، ولا يزال الإعلام البحريني مطالب بدور أكثر فاعلية في ترويج النماذج الأنثوية الناجحة.
ولكن لكي نكون منصفين،فلابد أن نحمل المرأة المسئولية الأكبر في هذا المجال،فالمرأة البحرينية موجودة بشكل كبير في كل وسائل الإعلام البحرينية،وبالتالي فهي مطالبة بالتعبير عن نفسها بكثير من الأشكال.
ولا أبالغ اذا قلت أن عملية ترويج نجاحات المرأة قد أيسر بكثير عن ذي قبل في ظل انتشار وسيادة وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت الأسرع والأكثر انتشارا والتي لو أحسن استغلالها يمكن أن تصنع الكثير في إقناع المجتمع بزيادة دعمه لمشاركة المرأة في صنع القرار.
نحن لا نطالب أحدا بتحويل التراب إلى ذهب ولا بصياغة الرسائل والخطب العصماء،فالنماذج الأنثوية الناجحة موجودة بوفره في البحرين،وكل ما علينا هو تلميع نماذجنا وتلميع أنشطتنا نحن النساء وأن نملأ وسائل التواصل الاجتماعي بالقضايا والنماذج التي تعطينا المزيد من الاحترام.
لا عذر من وجهة نظري للمرأة البحرينية في هذه المرحلة التي نالت فيها رعاية ملكية غير مسبوقة من جلالة الملك حمد بن عيسى ونالت من اهتمام وجهد سمو الأميرة سبيكة ما يجب أن يملأها بالحماس والسعي نحو المزيد من النجاح.