الإعلام الأمني ومواكبة العصر

الإعلام الأمني ومواكبة العصر

 
لاشك أن فوز وزارة الداخلية ممثلة في إدارة الإعلام الأمني بجائزة الإعلام الاجتماعي كأكثر حساب حكومي نشط في مجال اختصاصه يعد دليلا على أن الأمن البحريني يواكب العصر الذي نعيش فيه بكل تحدياته ومخاطره المتشعبة، ويبين أن القائمين على إدارة الإعلام الأمني بالوزارة ليسوا مجرد موظفين يقومون بعمل روتيني في قراءة الصحف ومتابعة وسائل الإعلام لمعرفة ما يقال ويكتب عن الوزارة، ولكنهم أصحاب جهد إيجابي وتفاعل دائم مع المجتمع كله خصوصا مع وسائل الإعلام الإلكتروني ذات التأثير والخطورة على عقول شباب هذا العصر.
فالأمن لم يعد مجرد إعداد بدني ونفسي وعلمي لرجال الأمن الذين يحملون على عاتقهم حماية أمن المجتمع والتصدي للخارجين على القانون، ولم يعد مجرد خطط توضع لمواجهة عتاة الإجرام والإرهابيين وتجار المخدرات وغسيل الأموال وغيرها من الجرائم التقليدية التي عرفتها البشرية، ولكن الأمن أصبح له مفهوم أعم وأشمل من ذلك، فقد أصبح علوما وأبحاثا تدرس وساحات واسعة للمواجهة مع جهات خارجية وداخلية.
العلاقة بين الأمن وبين الطفرة الهائلة التي حدثت في مجال الإعلام الفضائي والإلكتروني، خصوصا مواقع التواصل الاجتماعي، هي علاقة غاية في الأهمية والخطورة، تلك المواقع التي أشعلت ثورات وأسقطت عروشا وغيرت حكومات وحكاما وأصبحت الوسيلة الأهم والأخطر لتعبئة الشعوب وتحريك الشارع لصالح هذه القضية أو تلك.
الإعلام الإلكتروني أصبح ساحات واسعة للمواجهة يمارس فيها الهجوم والدفاع وجمع المعلومات والتجسس والحرب النفسية وكل وسائل الحرب العادية التي تستخدم بين الدول وبين الجماعات والأحزاب داخل الدولة الواحدة.
وبناء عليه، فإن تواجد الأمن ونشاطه وسط هذه الساحات لم يعد ترفا أو وسيلة للمتابعة وجمع المعلومات، ولكنه تواجد إيجابي يمارس الدفاع والهجوم وينصب الأكمنة ويوجه الضربات الاستباقية لأعداء البلاد خارجيا وداخليا.
ونحن سعداء بالمستوى الذي وصل إليه الأداء الأمني البحريني ومواكبته لمتطلبات العصر ومخاطره، ليس فقط لفوز وزارة الداخلية بجائزة الإعلام الاجتماعي، ولكن لما حققته الوزارة من تقدم على مستوى الأداء المهني واستخدام الوسائل الحديثة واستخدام عناصر بشرية مؤهلة ومدربة، بل وسعي الوزارة للاستفادة من البحث العلمي وتشجيع الأبحاث التي تثري العمل الأمني وتجعل أداء الوزارة مواكبا لكل تطور يحدث في العالم؛ لكي يكون هذا الأداء إيجابيا واستباقيا وليس مجرد رد فعل لما يوجه للأمن من ضربات.
وتعد جائزة “الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها على الأمن” التي أعلنت عنها الأكاديمية الملكية للشرطة فكرة جيدة ومتقدمة في هذا الاتجاه الذي يثري مكتبة الوزارة، وسوف يكون لها مردود إيجابي كبير، خصوصا أن المجال مفتوح للجميع في الداخل والخارج للمشاركة في هذا العمل البحثي.
كل التحية والتقدير لرجال وزارة الداخلية وفي مقدمتهم الفريق الركن الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة، وإلى الأمام دائما.