الإستربتيز هو التعري التدريجي بخلع الملابس التي تستر سوءات الإنسان أمام ملأ من الناس، وهو أمر معروف في الغرب وله أماكن مخصصة وله جماهير تحضر عروضه.
والاستربتيز يمكن أن يستخدم مجازا في مجال السياسة لوصف الدول والأفراد الذين يكشفون بالتدريج عن ممارسات وسياسات تجلعهم أمام غيرهم عراة بلا ملابس تواري سوءاتهم، خاصة أولئك الذين يعلنون شعارات دينية ويتصرفون تجاه غيرهم على أنهم وكلاء عن الله في الأرض، ثم يكتشف الناس أن هذه الشعارات كانت مجرد مجموعة قطع من الملابس يتغطون بها إلى حين.
منذ وقوع الثورة (الاسلامية) في إيران وحتى هذا الأسبوع مارست إيران نوعا من الاستربتيز السياسي تجاه الدول العربية المجاورة لها أو البعيدة عنها، وكانت آخر قطعة ملابس قد سقطت عن الدولة الإيرانية بداية هذا الأسبوع، عندما أعلن عن قيامها بتهريب الأسلحة والذخائر عن طريق البر والجو للنظام السوري لكي تعينه على استكمال ذبح شعبه الثائر الرافض للظلم.
قبل أيام قالت جريدة أخبار الخليج البحرينية نقلا عن مصدر في مطار بغداد إن شحنات الأسلحة التي تُرسل إلى سوريا يتم إرسالها عن طريق العراق بوسيلتين، الأولى عن طريق السيارات المبردة الخاصة باللحوم، وهي الطريقة التي اكتشفت من قبل المعارضة السورية، والأخرى عن طريق الجو من مطار النجف بواسطة طائرات مؤجرة حصراً من شركة أجنحة الشام، المملوكة لرجل الأعمال رامي مخلوف قريب الرئيس السوري بشار الأسد، موضحة أن شحن الأسلحة ونقل المقاتلين لدعم بشار الأسد مستمر من خلال استخدام المطارات العراقية في بعض المدن لنقلهم سراً.
بهذا تكون إيران قد وقفت أمام العرب والمسلمين عارية بلا شيء يسترها، وماتت الثورة (الاسلامية) هذا الأسبوع بعد أن تولى ملالي إيران ذبح المسلمين في سوريا خدمة لنظام خان عروبته وإسلامه وخاض في دماء شعبه الأعزل.
كانت إيران على مدى سنوات مضت تحسن تغليف ممارساتها إلى الحد الذي يجعلها تنطلي على البسطاء من أبناء العرب، فقد صدق الكثير من هؤلاء البسطاء أن حزب (الله) اللبناني يحارب باسم العرب ويسعى إلى تحرير فلسطين، لدرجة أن البعض قام في مناسبة ما برفع صور رئيس هذا الحزب إلى جوار صور جمال عبدالناصر في أكبر عاصمة عربية.
إيران تولت تخريب اليمن منذ سنوات مستترة بغطاءات كاذبة، وتآمرت على البحرين وسعت إلى نشر الفوضى فيها من خلال أذنابها الذين باعوا ضمائرهم، وأعطت الضوء الأخضر لهز استقرار البحرين أكثر من مرة من خلال تصريحات مسؤوليها العدائية، متذرعة بحماية حقوق الانسان.
إيران حاولت نقل الفوضى إلى اكبر دولة إسلامية وهي المملكة العربية السعودية، وسعت إلى نشر الفوضى في مصر إبان أحداث الثورة المصرية، وحاولت في وقت مضى نقل الفتنة إلى المغرب الشقيق، وكأنها تريد أن تتفوق على إسرائيل في كرهها للعرب وسعيها للقضاء عليها من داخلهم.
ولكن كل هذه السياسات القديمة الجديدة التي تمارسها إيران ضد العرب لم تكن لتكشف سوءاتها على النحو الذي حدث بعد لعبها لدور البطولة في واحدة من أحقر المسرحيات في التاريخ وهي مسرحية ذبح المسلمين في سوريا.
وشكرا للشعب السوري البطل الذي قام بنزع ورقة التوت وإلقائها في وجه الإنسانية كلها.