الإرهاب… سلاح الضعفاء

الإرهاب… سلاح الضعفاء

الإرهابي إنسان جبان لا يستطيع أن يكشف عن وجهه القبيح إلا بعد أن يسقط كما تسقط الكلاب الضالة ويلقى حتفه.
ومن أبرز صفات الإرهابي النذالة وخواء العقل، إلا من الأوهام التي يقوم فاقدو الإنسانية والضمير بزرعها في رأسه حتى يصبح في أيديهم منقادا كالدابة.
عقده النفسية وتشوش أفكاره تسهل على من يسيطرون على عقله عملية غسيل المخ التي يجرونها له فيتحول إلى عجينة طرية في أيديهم.
وعندما تتم السيطرة على عقله من باب الدين يزداد الأمر خطورة، لأنهم يقنعونه أنه لا يفصل بينه وبين دخول الجنة سوى مقتله، فلا يتردد – وهو اليائس، المريض نفسيا، الكاره للبشرية – في تنفيذ ما يطلب منه وكأنه منوم مغناطيسيا.
من المؤكد أن الإرهابيين الذين قاموا بمهاجمة مركز شرطة سترة مواطنين بحرينيين خططوا أو خطط لهم من قبل قادة معينين وممولين معينين لكي يقوموا بهذا العمل، وليسوا مجموعة من القوات المحمولة جوا هبطت بليل على أرض سترة لكي ينفذوا هذا العمل الجبان.
المنفذون بحرينيون والمخططون بحرينيون والذين أفتوا بان هذا العمل جائز شرعا هم أيضا بحرينيون يعيشون على هذه الأرض ويطعنونها بالفعل والقول والمال.
المقصود بكلمة “بحرينيون” أنهم يحملون الجنسية البحرينية ويعيشون على أرض البحرين يأكلون ويشربون ويتعلمون حتى وإن كانت قلوبهم مع غيرها.
يمكن لرجال الأمن القبض على الذين ارتكبوا الفعل الإرهابي بشكل مباشر ويمكن تطبيق القانون عليهم من قبل القضاء، ولكن هذا يعد بمثابة علاج للأعراض الإرهابية فقط ولكن مرض الإرهاب يظل باقيا ما بقيت الآلة التي تصنع الإرهاب نفسه.
المسؤولية الأكبر تقع على من يمارسون التعبئة الدينية والسياسية في المجتمع، وبكل صراحة لا يمكننا الفصل بين ما يقوله رجال الدين الشيعة في خطبهم ودروسهم وبين العنف الذي يتنامى في البلاد، فهم يتحملون المسؤولية أمام الله وأمام القانون عن كل قطرة دم تسيل على أرض هذه البلاد ومسؤولون عن كل خسارة تحدث في الممتلكات العامة والخاصة.
لا يوجد أي سند ديني أو أخلاقي يبرر هجوما جبانا على من يسهرون لكي ننام ويتركون عائلاتهم لكي نكون نحن وعائلاتنا في أمان!
ما هو ذنب جندي يمارس الحراسة في سبيل الله والوطن يا أصحاب السماحة لكي يفقد ساقا أوذراعا أو عينا أو يفقد حياته بسبب التحريض الذي لا يرتضيه خلق ولا دين.
رجل الدين الذي لا يحارب الإرهاب ويعلن موقفا واضحا من فاقدي الوطنية والضمير يعد موافقا ومؤيدا لهذا الإرهاب لأنه يسكت عن القتل والتخريب.
يقول الزعيم الهندي العظيم غاندي:
“لا تكونوا من السخف بحيث تلجأون إلى الإرهاب.. فالإرهاب سلاح الضعفاء وليس سلاحا للأقوياء، وأنا طالما أردت أن أعرف صفات الرجل الذي يملك بدون نزاع قلوب ملايين البشر..
لقد أصبحت مقتنعا كل الاقتناع أن السيف لم يكن الوسيلة التي من خلالها اكتسب الإسلام مكانته، بل كان ذلك من خلال بساطة الرسول مع دقته وصدقه في الوعود، وتفانيه وإخلاصه لأصدقائه وأتباعه، وشجاعته مع ثقته المطلقة في ربه وفي رسالته”.