الإخوان المسلمون والمصير المستحق

الإخوان المسلمون والمصير المستحق

بعد أن قال القضاء كلمته الشهر الماضي في جماعة الإخوان المسلمين في مصر وأمر بحلها والتحفظ على مقراتها وأموالها، اعلن قبل يومين أن الحكومة المصرية قامت بتنفيذ هذا الحكم وشطبت الجماعة من سجل الجمعيات الأهلية المصرح لها بالعمل، وبذلك تكون جماعة الإخوان قد وصلت إلى أسوأ وضع وصلت إليه في تاريخها كله.
هو أسوأ وضع لأنها هذه المرة لم تكن في مواجهة مع نظام الحكم أو مع الجهات الأمنية ولكنها كانت في مواجهة مع الشعب المصري وهو وضع لا يمكن علاجه ولا يمكن التعاطف معه، لأنه لا توجد جماعة أو حزب، مهما أوتيت من قوة، ومهما نالت من دعم خارجي، يمكنها أن تهزم الشعب الذي تنتمي إليه والدولة التي تربت فيها.
جماعة الإخوان استحقت هذه النتيجة لأنها لم تع الفرق بين كونها جماعة سرية عاشت مطاردة وممنوعة سنوات طويلة وبين كونها جماعة حاكمة تتولى كل شيء في البلاد.
جماعة الإخوان ظلت تتعامل مع الشعب المصري على أنه “الآخر” أو العدو الذي يجب أن تكون حذرة منه، وليس الشعب الذي أجلس قياداتها على مقاعد السلطة، فكان ولابد أن يكرهها الشعب ويخرج بالملايين يوم 30 يونيو الماضي ليسقط الرئيس الإخواني الذي لم يع يوما أنه مصري يحكم كل المصريين ويعمل على حماية المصلحة العليا لمصر، ولكنه كان مندوبا لجماعة الإخوان داخل القصر الرئاسي في مصر، وكانت كل مهمته تنفيذ أوامر المرشد الأعلى لجماعة الإخوان المسلمين.
هل كان من الممكن ان تصبر مصر – مصر الكبيرة في كل شيء – على وضع مختل كهذا؟ وهل كان من الممكن أن يسكت جيش وطني كالجيش المصري على إحساس شعبه بالضياع وإحساسه بأن الأرض لم تعد أرضه وأنه أصبح غريبا فيها بعد أن سقط كل شيء في يدي تنظيم عالمي لا يعرف معنى الوطنية ولا معنى العلم الوطني ولا معنى الحدود ولا يحترم الأرض التي ارتوت بدماء أبنائه؟.
الجيش المصري، كان دوما، وسوف يبقى، الحصن والملاذ الذي يلجأ إليه أبناء وطنه عند الخطر، ومصر سوف تبقى الدولة التي تنكسر على أرضها كل المؤامرات، فعلى أرضها هزم التتار في عين جالوت، وعلى أيدي القائد العظيم صلاح الدين الأيوبي القادم من أرضها هزم الصليبيون في حطين، وعلى أرضها دقت ساعة النهاية للامبراطورية التي لم تكن تغرب عنها الشمس، وعلى أرضها انكسر القائد هتلر الذي قال مغرورا سوف أتناول إفطاري في العريش وأتناول عشائي في الاسكندرية، وعلى أرضها ضاع حلم أصحاب الشرق الأوسط الكبير بفضل قائدها العظيم عبدالفتاح السيسي ورجاله.
عبدالفتاح السيسي هو هدية الله لمصر وللأمة العربية في هذه اللحظة التاريخية، لأنه رجل يعرف قيمة مصر ووزنها ويعرف فضل العرب ووقوفهم إلى جانب مصر، والجيش المصري من الجندي إلى أعلى رتبة هم الحصن والسند لمصر وللأمة كلها.
وعلى الإخوان المسلمين أن يدركوا أن ما يقومون به من عمليات إرهابية لن يعيد إليهم شيئا مما مضى، لأنهم سقطوا في مصر، والذي يسقط في مصر لا يقوم في أي مكان آخر.