الإخوان القصابون

الإخوان القصابون

أي عقيدة، أو أي أيدولوجية، أو أي قناعة تجعل امرأة تقدم على ذبح رجل لمجرد أنه يختلف معها فكريا أو سياسيا كما يذبح القصاب الشاة أو البقرة؟
سمعنا عن سيدات قمن بذبح أزواجهن وعن زوجات قطعن أزواجهن إربا ووضعنهن في أكياس وألقين بهن في القمامة، وتساءلنا عن السبب الذي يمكن أن يوصل زوجة إلى ارتكاب مثل هذه الجريمة سوى ظلم أو قهر شديد من أي نوع وقع عليها، أو ربما كان ذلك بسبب الخيانة الزوجية، وسمعنا كثيرا عن حوادث عنصرية ولكننا لم نرَ حادثة بهذه البشاعة التي رأيناها الأسبوع الماضي، عندما عرضت القنوات الفضائية صورة سائق تاكسي تم ذبحه من قبل أعضاء في جماعة الإخوان (المسلمين).
ولكي يكون الوصف دقيقا كما ورد بالضبط، فقد حاول هذا السائق الذبيح المرور بسيارته أثناء وجود مظاهرة غير مرخصة للجماعة المذكورة بمدينة المنصورة،وكل ما ارتكبه أنه استخدم آلة التنبيه لكي يفسحوا له الطريق، فتوجه إليه مجموعة من الشباب التابعين للجماعة ووجهوا له عدد من الطعنات بما معهم من أسلحة بيضاء، ثم جاء المشهد الأبشع في مصر منذ قيام ثورة 25 يناير حتى الآن وربما خلال التاريخ الحديث لمصر، وهو قيام سيدة إخوانية بقطع رقبة السائق التعيس بسكين كانت معها!
هذه الجريمة كشفت عن أبشع وجه لهذه الجماعة التي طالمنا توشحت بالدين وجندت الملايين باسم الفضيلة والسعي لإصلاح الكون ومقاومة الفساد، وكشفت عن حجم الغل الموجود لدى قياداتها وأعضائها بسبب فقدانهم للسلطة التي فعلوا كل شيء من أجلها.
ما ذنب سائق مسكين خرج يطلب قوت يومه لكي يذبح بهذه الطريقة البشعة وبيدي امرأة يفترض فيها الإحساس والإنسانية، ويفترض أن تصرخ وتنهار عندما رأت رفاقها يطعنوه، ولكن يبدو أنها تجردت من الدين ومن الإنسانية فاستلت سكينها وذبحته وهو في حالة الوهن التي أصابته بسبب الطعنات الغادرة التي أصابته.
إنه إصرار عجيب من جماعة الإخوان (المسلمين) على معاداة الشعب الذي طالما تعاطف مع أفرادها وصوت لها في الانتخابات البرلمانية والرئاسية قبل أن يكتشف سوءاتها وولاءها لمشروعات تهدم أحلامه وطموحاته. وليس عجيبا أن تعمل هذه الجماعة الآن ضد نفسها، بل وتمارس الانتحار، فدرجة الغل والكراهية التي باتت تحملها لمصر وأهلها أعمتها تماما وجعلتها ترتكب أي فعل يملأ بيوت المصريين بالأحزان ويخرب الاقتصاد ويضيع الأمن والأمان، فهم يعادون مصر كلها أكثر مما يعادون أي جهة أو دولة في العالم.