بثينه خليفه قاسم
١٨ يوليو ٢٠٢١
الاحتباس الحراري وكوارث العالم
خلال ساعتين من الزمن تحولت أجزاء من ألمانيا وبلجيكا إلى بحار أغرقت البيوت والسيارات وقتلت ما يقرب من ٢٠٠ شخص وجعلت الآلاف في عداد المفقودين حتى الآن. وقدرت المؤسسات العاملة في مجال المناخ أن الأمطار التي سقطت وجرفت المنازل ودمرت حياة الناس خلال ساعتين هي أمطار شهرين وليس ساعتين، بمعنى أنه خلال ساعتين فقط سقطت كمية أمطار لا تسقط إلا على مدار شهرين طبقا لمقاييس سابقة .
وقد ربط الباحثون في مجال المناخ بين هذه الأمطار المدمرة وبين زيادة درجة حرارة العالم أو ما يسمى بالاحتباس الحراري.
والحقيقة أن الكثير من بلايا العالم الذي نعيش فيه ترتبط بالانبعاثات التي تطلقها مصانع الدول الكبرى والشركات العملاقة التي لا تنظر لشيء سوى للكسب مهما أدى إلى هذا الكسب إلى خراب العالم .
لا أعتقد أن الأمطار والفيضانات وغرق مناطق من العالم هو الكارثة الوحيدة التي سيتعرض لها العالم بسبب الاحتباس الحراري ولكن كثير من الكوارث الممتدة التي نعيش فيها حاليا وأولها كارثة كورونا هي بسبب الاصرار على تدمير الطبيعة في سبيل الحصول على الثروات والكسب المادي بكل السبل.
اليوم كورونا ،ولا يعلم إلا الله هل ستنتهي هذه الكارثة أم لا، ومتى يمكن أن يحدث ذلك، وغدا ستأتي أمراض أخرى، وربما يحدث ذلك قبل أن يتمكن العالم من السيطرة على الوباء الحالي.
الدول الكبرى تتحدث طوال الوقت عن حقوق الإنسان في كل شيء، وتتجاهل حق الانسان في الحياة دون أمراض ودون خوف ورعب كالذي عاشه العالم ولا يزال تحت وطأة كورونا .
المتحكمون في مقدرات العالم يعجزون حتى الآن عن التوصل إلى اتفاق يؤدي إلى تخفيض الانبعاثات الضارة التي تدمر العالم لأنهم لا يفكرون سوى في مصالح ومكاسبهم المادية مهما تزلزلت أركان العالم الذي نعيش فيه.