الأمير سلمان في ماليزيا

الأمير سلمان في ماليزيا

زيارة سمو ولي العهد الأمير سلمان بن حمد إلى الهند واليابان وماليزيا تبعث في نفوسنا تطلعات وأحلام وأسئلة طالما نسألها عندما يأتي ذكر هذه الدول وبخاصة ماليزيا.
لماذا تقدمت ماليزيا؟ لماذا لا نصبح مثل ماليزيا؟ كيف نستفيد من التجربة الماليزية ؟أسئلة كثيرة من هذا النوع تتردد منذ سنوات طويلة ،فما من دولة عربية أو إسلامية إلا ويسأل أبناؤها ووزراؤها ومسئولوها هذا السؤال دون أن يجيب عليه أحد حتى هذه اللحظة.
مهاتير محمد أو محاضر محمد،إسم عرفناه جميعا بأنه الرجل الذي صنع نجاح ماليزيا التي تشبه الكثير من دولنا العربية في جوانب كثيرة، واستطاع بالفعل أن يحول الدجاجة إلى بطة ،ولم تكن سنوات بقائه الطويلة في الحكم كرئيس لوزرائها بلا قيمة،فقد غير ماليزيا تماما وحولها من دولة زراعية فقيرة إلى دولة صناعية منتجة وأصبحت نموذجا للنجاح عندما يتحدث المتحدثون عن النجاح.
لقد استطاع الماليزيون أن يتعاملوا مع الإختلافات العرقية الثقافية ويحولونها من قوة سلبية إلى قوة إيجابية دافعة تؤدي إلى تقدم الاقتصاد والتجارة والاستثمار،حيث يحتاج كل ذلك إلى الهدوء السياسي والاستقرار.
وعلى الرغم من وجود أغلبية اسلامية تصل إلى ثمانين بالمائة،إلا أنها تدار بنظام علماني ،ولا تتدخل الحكومة في الحريات الشخصية ومنها حرية الإعتقاد والتعبد.
ماليزيا تشبه البحرين في هدوئها وطيبة شعبها وعلاقاتها الدولية المتوازنة وبالتالي فهي مفتوحة للاستثمار والسياحة.
نحن نثق في قدرات الأمير سلمان بن حمد ونثق في حبه لهذا البلد وسعيه الأكيد لتحويل البحرين إلى ماليزيا أخرى،تلك الدولة التي من الله عليها بقيادة سياسية عظيمة مثل مهاتير محمد فجمع شملها وبث الروح والنشاط بين أبنائها فتحولوا إلى خلية نحل تعمل ليل نهار لتصنع مستقبلا لأبنائها حتى تحقق لهم ما أرادوه وما استحقوه.
فالنجاح لا يأتي بالتمني والخمول وفقدان الولاء والحماس للوطن،وما كان للماليزيين مطلقا أن يصنعوا كل هذا النجاح لو أنهم كانوا مفككين وغير موالين لبلدهم .
النجاح إرادة سياسية وشعب لديه ولاء وطموح وتعليم يتناسب مع العصر الذي نعيش فيه،فهل هذه المقومات متوفرة لدينا؟
نحن على يقين أن الإرادة السياسية متوفرة وأن سلمان بن حمد هو الرجل الذي سيأخذ البحرين إلى ما يحلم به أبناؤها من تقدم وازدهار.
ومن حسن حظنا جميعا أن البحرين لن تبدأ من الصفر،فلدينا البنية التحتية والنهضة العمرانية الكبيرة التي تحققت بفضل كفاح وعرق الأمير خليفة بن سلمان،ولدينا الإصلاح السياسي الذي تم تدشينه في العهد الميمون لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة.