الأمير الوليد وحديث ذو شجون

الأمير الوليد وحديث ذو شجون

سمو  الأمير الوليد بن طلال لا يتحدث كثيرا لوسائل الاعلام على الرغم من مكانته المعروفة على مستوى العالم كرجل أعمال ناجح ومؤثر في اقتصاد العالم، وربما كانت ندرة أحاديثه التلفزيونية هي التي دفعت 20 فضائية للتسابق من أجل تسجيل وبث حديثه الأخير الذي أذيع الأسبوع الماضي على اعتبار أن تدوين الحديث وبثه والاحتفاظ به أمر مهم لكل وسائل الاعلام.
ولكنه في المرات القليلة المتباعدة التي يتحدث فيها لوسائل الاعلام نجد الأمير الوليد يركز على نقاط ذات أهمية كبيرة، ليس فقط للمملكة العربية السعودية أو دول الخليج العربي ولكن للأمة بأجمعها.
في لقائه الذي أذيع قبل أيام تناول الأمير الوليد في حديثه أكثر من موضوع هام،و رغم أن هذا الحديث كان قصيرا إلا أنه لخص كل مشكلات الأمة العربية في اللحظة الراهنة.
وفي غضون حديثه عن ما يسمى بالثورات العربية وفشلها حتى الآن في تحقيق أي نتائج إيجابية واستبعاد سموه لحدوث ثورة في المملكة العربية السعودية،قال أن هناك روائح إخوانية في السعودية من خلال بعض الشيوخ المعروفين،وأن القضاء عليهم سهل وهو بالتجاوب مع مطالب الشعب حتى لا يجدوا الفرصة لكي يمتطوا مطالب الشعب.
وبهذه الكلمات المختصرة استطاع الأمير الوليد أن يوجه أكثر من رسالة لكل من يهمه الأمر ومن بينهم حكام دول الخليج العربي وجماعة الإخوان المسلمين،وذلك بكل هدوء واتزان وثقة بالنفس دون تهديد أو وعيد لأحد،ودون دعوة للتنكيل بأحد.
حكام الخليج كما أوضح سمو الأمير هم أقدر من غيرهم على التصدي لمن يمتطون مطالب الشعوب لأنهم يمتلكون ما لم يكن يمتلكه حكام الدول العربية الذين أطيح بهم خلال هذه الثورات التي انطلقت نتيجة لقيام جماعات معينة بامتطاء مطالب هذه الشعوب وإطلاق الوعود البراقة حول العدالة الاجتماعية وإصلاح الاقتصاد وتحقيق مستقبل أفضل.
حكام الخليج يستطيعون تحصين شعوبهم ضد محاولات الانقضاض المغلفة بأغلفة اجتماعية كاذبة عن طريق العناية بالمطالب المباشرة والملحة لهذه الشعوب،خاصة بعد ان وصلت الشعوب العربية التي ثارت على حكامها إلى درجة الاحباط وفقدان الأمل في تحقيق التغير الذي تمنته وضحت من أجله.
أما جماعة الاخوان المسلمين فليتها تدرك أهمية الاشارة التي أطلقها الأمير وتعرف مغزاها وتفهم إلى أي درجة أصبحت تثير قلق دول لها مكانتها وأهميتها في المنطقة خاصة المملكة العربية السعودية وخطورة ذلك على بقاء الجماعة ذاتها.
لابد أن يعلم الاخوان المسلمون أن وصولهم للحكم في مصر وفي تونس ليس نهاية المطاف وأن التمكين الذي حققوه في الدولتين غير قابل للتكرار في دول الخليج على وجه الخصوص،وأن شعاراتهم ووعودهم لن يكون لها فعلها في المملكة العربية السعودية ،وأن أي تحرك مهما صغر سيكون وبالا على أصحابه ،لأن هز استقرار الشقيقة الكبرى هو بمثابة زلزال مدمر لكافة دول مجلس التعاون،وهو ما لم تسمح به شعوب الخليج قبل حكوماته.