الآن من حق الكويت أن تستقر

الآن من حق الكويت أن تستقر

آن الأوان أن تستقر الكويت بعد نجاح الانتخابات البرلمانية وبعد أن ظهر الشعب الكويتي الشقيق بهذا المظهر الحضاري وحرصه على تحدي الحر والصيام؛ من أجل بناء مستقبل بلده.
الانتخابات البرلمانية الكويتية تمت بشكل ديمقراطي شفاف وأمام العالم كله، وقد كانت الحكومة الكويتية أكثر حرصا من الجميع على إجراء هذه الانتخابات أمام أعين كل من يهمه الأمر من أجهزة الإعلام العالمية، وقد قامت دون أن يطالبها أحد بدعوة أجهزة الإعلام ودعوة المراقبين من أنحاء العالم ليشهدوا على عرسها الديمقراطي، وحق لها أن تحصل على ما حصلت عليه من تقدير واحترام عالمي.
الكويت ليس لديها ما تخفيه ولا يشغلها سوى تحقيق الاستقرار السياسي والأمني، خاصة بعد المعاناة الطويلة التي تعرضت لها خلال السنوات الماضية بسبب المراهقين السياسيين الذين لم يكن لهم عمل سوى هز استقرار هذا البلد العربي الذي يحسد العالم أبناء شعبه على رغد العيش الذي ينعم به وعلى مساحة الحرية الكبيرة التي يتمتع بها.
لقد كنا نضحك بمرارة خلال الفترة الماضية عندما نسمع عن الجنون السياسي لما كان يسمى بالمعارضة الكويتية وقيامها بحشد الشباب للمشاركة في المظاهرات وارتكاب أعمال عنف لا تتفق أبدا مع ما تنعم به الكويت من خيرات وحريات، وكأننا كنا نشاهد أعمالا سينمائية لأناس يريدون محاكاة ما يجري في دول أخرى وليس ما يجري في الكويت لإثبات أن الكويت مثل غيرها من الدول، وأن بها حراكا سياسيا وفيها أبطال سياسيون يستطيعون رفع أصواتهم والصراخ في وجه أهل الحكم، وكأنهم لا يدركون نعمة الله عليهم.
وعلى أية حال، فقد استطاعت الحكومة الكويتية سد كل الذرائع وأبطلت كل الحجج لمخترعي المشاكل بعد أن انتهت الانتخابات البرلمانية الكويتية بهذا الشكل المشرف الذي شهد به العالم كله، وبعد أن قام الشعب الكويتي المحب لبلده الخائف على مستقبله بإعطاء درس تاريخي لكل أعضاء الطابور الخامس الكويتي، بحضوره المكثف الحضاري لهذه الانتخابات وإثباته أن الكثير من أعضاء هذا الطابور هم أسود من ورق ولا وزن لهم حتى بين قبائلهم.
أليس من حق الكويت أن تستقر بعد مسلسل الاضرابات المصطنع الذي قام به بعض العاقين من أبنائها، وبعد هذه الانتخابات التاريخية التي أبطلت كل الحجج؟
نحن نطالب الشعب الكويتي ونطالب الوطنيين المحبين لبلدهم أن يدعموا استقرار بلدهم خلال المرحلة القادمة ونذكرهم بأن الاحتجاجات والثورات التي حدثت لدى شعوب عربية غير خليجية قد نشأت في الأساس بسبب الفقر والأوضاع الاجتماعية السيئة لهذه الشعوب، فعليكم أن تشكروا الله على نعمته، فليس هناك أفضل من الكويت سوى اليوتوبيا.. واليوتوبيا لم ولن توجد على الكرة الأرضية.