كم من أهل البحرين قرأ أن التعذيب في إيران أصبح ممنهجاً ومنتشراً في المعتقلات الإيرانية بشكل لا مثيل له في العالم كله؟.
كم من أهل البحرين قرأ هذا الخبر المشين المنسوب لمقرر الأمم المتحدة في إيران والذي يقول إن 85 بالمئة من النساء و35 بالمئة من الرجال يتعرضون للاغتصاب في سجون إيران؟.
كم من أهل البحرين قرأ ان أربعة من عرب الأحواز محكوم عليهم بالإعدام في إيران لأنهم مارسوا أنشطة ثقافية؟ (والخبر منسوب أيضا إلى نفس المصدر السابق).
وكم من أهل البحرين قرأ ان إيران نفذت حكم الاعدام بحق 40 شخصا في يوم واحد وقالت انهم قتلة وتجار مخدرات، بينما قال أهلوهم انهم سياسيون معارضون للنظام الإيراني وان التهم التي أعدموا بسببها تهم ملفقة من قبل النظام؟.
وكم من كتاب البحرين سيتناول هذه القضية التي يندى لها الجبين حياء، خاصة أولئك الذي يتشدقون بحقوق الانسان ويتحدثون عن أمور لا وجود لها في بلادنا ويضخمون ما لا يجب تضخيمه؟.
ها هي إيران قبلتهم وحاميتهم تعدم مواطنين عرب سنة لأنهم شاركوا في أنشطة ثقافية، ولم يقل أحد إنهم شاركوا في مظاهرات، أو وضعوا القنابل والمتفجرات لقتل رجال الشرطة.
إذا تعرض شخص لاختناق بالغاز في البحرين بسبب خروجه عن السلمية وعن القانون، كما فعلت جمعية الوفاق يوم الجمعة الماضي، نقوم “بتدبيج” المقالات والخطب حول المحارق التي يتعرض لها المعارضون البحرينيون، ولكن اغتصاب وقتل المقهورين من عرب الأحواز في سجون إيران فلا يهم أحدا، لأن من قام بذلك هي إيران، الدولة التي نسير في ركابها ونأتمر بأوامرها.
كم خطبة، وكم مقال ندد بقتل سوريا وإيران وحزب الله اللبناني لـ 1300 طفل وامرأة سورية في الغوطة الشرقية باستخدام الأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا؟.
عرب الأحواز وأطفال سوريا ليس لهم حقوق ولا ينتمون إلى البشرية المعذبة على أيدي الظالمين، وبالتالي فلا حديث لخطباء البحرين المفوهين عن ما يجري لهم على أيدي ملالي إيران!. الأوامر القادمة من سادتهم خارج الحدود ترفض مجرد النقد البسيط الذي يمارسه حتى أصحاب القلوب المتحجرة كنوع من التجمل!.
حتى التجمل الكاذب والتصريحات التي توصف بأنها “ذر للرماد في العيون” لم يعد لها مجال لدينا، لأننا نعيش الآن في زمن البجاحة السياسية والسقوط الكامل للأقنعة!.