إيران ونهضة الشيعة 2-1

إيران ونهضة الشيعة 2-1

من أهم الكتب التي تناولت الصراع الطائفي في منطقة الشرق الأوسط بعد سقوط نظام الرئيس صدام حسين في العراق، الكتاب الذي أصدره البروفيسور والي ناصر أستاذ الدراسات السياسية الخاصة بالشرق الأوسط وجنوب آسيا، عضو مجلس العلاقات الخارجية في الولايات المتحدة الأميركية.
يقول ناصر في هذا الكتاب أن مستقبل منطقة الشرق الأوسط سوف يتحدد وفقا لنتائج هذا الصراع الطائفي والقدرة على إيجاد حل سلمي للخصومات التاريخية بين الشيعة والسنة.
ويبين الكاتب أن الاحتلال الأميركي للعراق وقيام حكومة شيعية فيه أدى إلى بث الحماس في نفوس أصحاب المذهب الشيعي في البلاد الأخرى في الشرق، بسبب الرغبة في محاكاة النموذج العراقي، فبدأت الاضطرابات الأمنية تنشر في دول عربية أخرى.
يقول الكاتب انه عندما اتجهت القوات الأميركية من مدينة الناصرية العراقية نحو الشمال في شهر مارس عام 2003، قام آية الله علي الحسيني السيستاني بإعطاء أوامره لأتباعه بألا يقاموا الأميركيين وألا يعوقوا تقدمهم نحو بغداد، وأن قوات المارينز الأميركية عندما وصلت إلى مدينة كربلاء المقدسة وجدتها هادئة، وأن جمال المدينة وهدوءها أثار إعجاب صغار المقاتلين الأميركيين.
ويضيف أن هذه الخدمة التي قدمها السيستاني للأميركيين قد دفعت نائب وزير الدفاع الأميركي بول وولفوتز إلى إخبار الكونجرس أن هناك فتوى مؤيدة للأميركيين في العراق وأن الحرب في العراق تعمل بالفعل على تحقيق أمنية بوش، وأن العالم الإسلامي بدأ يتغير بالفعل من قبل أن تصل القوات الأميركية لبغداد، وأن سقوط نظام الرئيس صدام حسين هو نهاية الحكم السني للعراق وبداية لانتفاضة شيعية في المنطقة كلها، تلك الانتفاضة التي عبرت عن نفسها في البداية من خلال الطقوس والشعائر الدينية التي عادوا إليها بعد سنوات من الحظر أيام صدام حسين، ثم تحولت إلى انتفاضة سياسية.
ويشير الكاتب الى أنه بمجرد سقوط صدام حسين، قام الرئيس الإيراني محمد خاتمي في مايو 2003 بزيارة إلى بيروت، وان شيعة لبنان استقبلوه هناك استقبال الأبطال وهتفوا لموكبه على جوانب الطريق، وأن خطبته التي ألقاها في الاستاد قد حضرها أكثر من خمسين ألف شخص.
ويعلق الكاتب على زيارة خاتمي للبنان آنذاك بأنها ذات رمزية واضحة، فقد نفذت لكي تبين أن عهدا جديدا قد بدأ في الشرق الأوسط وأن إيران سوف تركب موجة الانتفاضة الشيعية.
وأثبتت الأيام أن إيران لم تكتف بمجرد ركوب الموجة الشيعية كما فعلت في البحرين واليمن، ولكنها تحاول جاهدة أن تركب انتفاضات الشعوب العربية على إطلاقها.