31 أكتوبر ٢٠١٨
إيران وقطر وخراب المنطقة
كان الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير الخارجية البحريني بارعا في صياغاته وعباراته التي علق بها على أحداث المنطقة خلال مؤتمر حوار المنامه الأخير – الذي كان لي شرف حضوره والاستئناس بآراء المتحدثين عن كثب – خاصة ما يتعلق بالاضطرابات والحروب الدائرة في سوريا واليمن والعراق وغيرهم .
وقال الشيخ خالد بن أحمد أن هناك رابطا بين أزمات المنطقة وبين محاولة بعض دول المنطقة فرض هيمنتها على الآخرين .وأوضح ذلك بسعي إيران المستمر لتصدير ثورتها والسيطرة على المزيد من الأراضي من خلال وكلائها وبمحاولات قطر الرامية إلى التأثير على المنطقة.
هذه هي الحقيقة الكاملة والتلخيص الدقيق لكل ما يجري في المنطقة ،فايران وقطر أصل كل الشرور الموجودة في المنطقة ،فالأولى لا تستطيع أن تعيش وتتمدد في المنطقة سوى من خلال شق الصفوف وصنع الفتنة واتخاذ الوكلاء والأذناب كجبهة متقدمة في خراب الدول ومناوشة أعدائها بعيدا عن أراضيها وبعيدا عن جيوشها التي لا تنزف قطرة دم واحدة .
والثانية تجلب شذاذ الافاق والارهابيين وأصحاب الأفكار المعادية لدولهم ومعدومي الانتماء لبلادهم وتغرقهم بالمال وتستضيفهم هم وعوائلهم وتوفر لهم العمل والإقامة والعيش الكريم مقابل قيامهم بتحريك جحافل الإرهاب في اركان المنطقة ،اعتقادا منها أن تفتيت الدولة العربية الكبيرة هو الضمان لبروزها كقوة كبيرة واقتناعا منها أن نموذج إسرائيل كدولة صغيرة المساحة والسكان يمكن أن يتكرر وأنه يمكن لها أن تعيش بعيدة عن أي مخاطر ،طالما بقيت تعربد في الأمة بكاملها .
لقد بلغ الطموح ،او لنقل بلغ الفجور بحكام قطر أن سعوا جاهدين وأنفقوا المليارات في محاولاتهم المستميتة لهز استقرار دولة بحجم السعودية ودولة بحجم مصر ولم يكتفوا بالخراب والقتل الذي ساهموا فيه في ليبيا وفي كافة الدول العربية.فهم يعتقدون أنهم لن يكون لهم مكانة أو دور الا إذا زالت الدول الكبيرة في المنطقة وبخاصة مصر والسعودية .
الشيء الخطير هنا أنه لا أمل في عودة هاتين الدولتين أو تخليهما عن العبث بالمنطقة ،فايران كما قلنا لا يمكنها العيش دون أن تصنع الفتن وتمارس تحريض الجماعات الضالة على أوطانها .
وقطر قد تورطت حتى النخاع في تنفيذ عمليات إرهابية لا حصر لها في أماكن عديدة من العالم وتورطت في في تمويل منظمات وجماعات مارقة وأصبحت عودتها كدولة عربية خليجية أمرا صعبا بعد تلطخت أيديهم حكامها بدماء الشعوب العربية .