“وباتحاد مصر وإيران سوف ينتصر الإسلام ويهزم أمريكا والغرب وإسرائيل”،هكذا تحدث محمد حسين رحيميان نائب المرشد الأعلى للثورة الإيرانية أمام وفد أسر الشهداء المصريين الذين سقطوا خلال أحداث ثورة يناير وسقطت أسرهم، ربما بوعي أو بدون وعي،بقبولهم دعوة إيرانية لزيارة طهران في خطوة غريبة ومثيرة للشكوك،فما هي علاقة إيران بالشهداء المصريين وماذا تريد من وراء مثل هذه الدعوات المشبوهة.
وقد جاءت هذه الزيارة المشبوهة بدعوة من رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة مجتبى أماني وشارك فيها ثمانية من أسر الشهداء المصريين من محافظة السويس.
صحيح ان الأسر الثمانية لا تمثل كل الشهداء المصريين ولا حتى كل شهداء محافظة السويس والدليل على ذلك ما قوبلت بها الزيارة من استهجان من قبل الكثيرين،على اعتبار أن إيران ليست بالدولة المناسبة لهذه الزيارة،ولكن ليس هذا هو ما يشغلنا في هذا الموضوع.
ما يشغلنا هو أن إيران لا تكف عن محاولاتها الساعية إلى ربط نفسها وخططها المستقبلية بالثورة المصرية على وجه الخصوص.
إيران مصرة على أن ما جرى في مصر هو امتداد لثورتها الإسلامية ،وسوف تبذل كل ما في وسعها ليس فقط لإعادة علاقاتها الدبلوماسية مع مصر ولكن لجعل مصر ترتمي في الحضن الإيراني خاصة إذا ما نجح الإخوان المسلمون في السيطرة على مقاليد الأمور فيها.
إيران تعلم أن اقتراب مصر منها يعني ابتعادها عن شقيقاتها العربيات في الخليج العربي ولذلك سوف تبذل جهدا كبيرا من أجل تحقيق هذا الهدف المزدوج،وسوف تدق مئات الأسافين بين مصر وبين دول الخليج لضرب عصافير كثيرة بحجر واحد.
وأول عصفور ستضربه إيران بعد عصفور إفساد علاقات مصر بدول الخليج هو توريط مصر في حرب مع إسرائيل لتخفيف الضغط عن نفسها من قبل الولايات المتحدة ودول الغرب عموما.
وقد أعلن رحيميان أمام الوفد المصري أن الثورة المصرية سيكون لها نتائج إيجابية علي تحرير أرض فلسطين من العدو الصهيوني والتخلص من الحصار والتضييق الذي مارسه نظام مبارك علي شعب فلسطين مؤكدا أن الثورة المصرية ستنتصر وتستكمل أهدافها لتقود مصر العالم العربي والإسلامي بوصفها أعظم البلاد الإسلامية وأعظم محور للعالم الإسلامي والعربي والأفريقي.
فهل يمكن بالفعل أن تحدث التحولات على هذا النحو في قادم الأيام وتتغير خريطة الصراع في المنطقة وفقا لهوى الايرانيين،أم ان دول الخليج العربي سيكون لها تحرك معين يحول دون تحقيق الآمال الايرانية في إيجاد إيجاد من ينوب عنها في حربها مع إسرائيل،وفي توجيه ضربة موجعة للعلاقات العربية العربية التي تنزف في أكثر من موضع؟